خطوات كثيرة اتخذها المتمردون الحوثيون لإسكات الإعلام اليمني الحر، ومنعه من نقل صورة حقيقية لما يجري داخل اليمن، بدءاً من إغلاق الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية التي رفضت تجميل القبح الحوثي، وصولاً إلى اعتقال الصحفيين والمحللين السياسيين الذين يكتبون في صحف خارج اليمن، أو يظهرون على شاشات الفضائيات الأجنبية، والذين يصرون على نقل صورة واقعية لما يحدث في بلادهم، بعد أن رفضوا الاستجابة لإغراءات الجماعة الإرهابية للسير في ركابهم، ولم يخشوا تهديداتها. ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح أن الانقلابيين سعوا بكل ما أوتوا من قوة إلى تزييف الحقائق، وتقديم صورة كاذبة عن الأوضاع داخل البلاد، مؤكداً أن إعلاميي اليمن الشرفاء يرفضون التجاوب مع الجماعة التي لا تريد سوى تخريب اليمن ودفعه نحو الهاوية، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المتمردون الحوثيون مارسوا كل أشكال القهر والإرهاب ضد الصحفيين، تارة عن طريق الاعتقال، وتارة عن طريق الاعتداء الجسدي، ووصل الأمر حد التهديد بالقتل، فهم لا يطيقون أن يتحدث أحد بما لا يتوافق مع رغباتهم وتوجهاتهم، وقاموا منذ اليوم الأول لسيطرتهم على صنعاء بالاعتداء على العاملين في كثير من الفضائيات، وطردوهم من أماكنهم، ووضعوا عملاءهم والموالين لهم مكانهم. كما فرضوا قيوداً مشددة على كل من يخالف توجهاتهم، أو يسعى إلى نشر الحقيقة عبر وسائل إعلانية أخرى، وكثير من زملائنا اقتيدوا إلى أماكن مجهولة، وتم منع آخرين من ممارسة أعمالهم". ومضى الجميح بالتأكيد على أن الحوثيين لقلة خبرتهم الإعلامية لا يدرون أن مثل هذه الأساليب لم تعد تجدي نفعاً، لأن الوسائط الإعلامية في الوقت الحالي باتت مختلفة عما كانت عليه في السابق، وأضاف "أساليب الترهيب لم تعد تجدي، وإغلاق الفضائيات والصحف بات إجراء عبثياً لا طائل منه، فالإعلامي المحترف يمكنه ممارسه عمله من منزله عبر وسائل الاتصال الحديثة، وليس بالضرورة أن يغادر الصحفي منزله لإيصال مواده الإعلامية، بل إن ذلك بات ميسوراً بمجرد كبسة زر عبر وسائط التواصل الاجتماعي". واسترسل جميح بالقول "هؤلاء الانقلابيون يقودون اليمن إلى الهاوية، ويبحثون عن الطرق الكفيلة لتدميره، واستهدافهم لوسائل الإعلام يعود إلى خشيتهم من ثورة اليمنيين ضدهم، بسبب ما يشاهدون من حجم الدمار الذي ألحقوه بالبلد، خاصة في مدينة عدن. لذلك سيظل الإعلاميون اليمنيون في أداء مهامهم، ولن يتأخروا عن إظهار الحقائق". ومضى بالإشارة إلى أن قمع الحريات الصحفية ومحاربة الصحفيين، ربما يكون إجراءً المقصود منه معاقبة الشعب اليمني، وحرمانها من حقه في الحصول على المعلومة الصحيحة، مؤكداً أن الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في اليمن، ومحاولات كبح جماح الصحافة، وتكميم أفواه الإعلاميين، لم ولن تؤت أكلها. وكان كثير من المؤسسات المهتمة بضمان حرية الصحافة والصحفيين، مثل منظمة "صحفيون بلا حدود"، و"لجنة حماية الصحفيين"، قد أدانت ما تقوم به جماعة الحوثي ضد وسائل الإعلام التي لا تتماشى وتوجهاتها.