لا يبدو حال التلفزيون الرسمي أفضل حالا من بقية القنوات والفضائيات اليمنية، فالدمار الذي حل بالبلاد بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء طال كل وسائل الإعلام. ومع أن المتمردين منذ أن سيطروا بقوة السلاح على وسائل الإعلام الرسمية في سبتمبر الماضي، قاموا بإيقاف مستحقات العاملين، إلا أن الإعلاميين اليمنيين استمروا في محاولة نقل الحقيقة، غير أن الإرهاب الذي تفرضه الميليشيات المسلحة في صنعاء لا يزال يُسكت كثيرا من الأفواه الإعلامية التي لجأت خلال الأيام الماضية إلى نقل ما يحدث على الأراضي اليمنية عبر وسائل إعلام عربية وغربية. ونوهت قناة "يمن شباب" على شاشتها بأن قوات الحوثي أغلقت القناة وسلبتها كامل معداتها، وذلك بعد أن أحكموا قبضتهم على معظم وسائل الإعلام الرسمية، وسارعوا في تغيير السياسة الإعلامية لمصلحة توجهاتهم وسياستهم.وتوجد في اليمن 19 قناة فضائية منها خمس حكومية و14 قناة خاصة معظمها تبث من الخارج. كما أطلقت خلال الفترة الأخيرة أربع قنوات جديدة هي: "بلقيس"، و"صنعاء"، و"يمان"، و"أوسان". وقال المتخصص في مجال الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور مبارك الحازمي في تصريحات إلى "الوطن"، إن الحوثيين لن يستطيعوا تغيير الحقائق، مهما كانت سيطرتهم على وسائل الإعلام اليمنية. وأضاف "نعيش اليوم في مجتمع منفتح، تتعدد فيه وسائل الإعلام التقليدية، ووسائل الاتصال الإلكترونية، بجانب مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن أن يقدم الإعلام اليمني الآن إلا ما تفرضه جماعة الحوثي، لخدمته في الظروف الحالية، وهذا جزء من أعمالهم الهمجية التي أوصلت البلاد إلى مأزق سياسي وفوضى عارمة وعبث، بعد رفضهم الحوار السياسي والوصول إلى حلول ناجعة للمأزق الذي وصل إليه اليمن".وأضاف أن ما قامت به المملكة، بتكاتف الدول العربية والخليجية والدول الصديقة، لمحاربة الإرهاب الوحشي والخطر الذي يواجه الدول المجاورة، يعدّ خطوة إيجابية، وقرارا حكيما وصائبا لاقتلاع جذور الإرهاب، مؤكدا أن إغلاق الفضائيات اليمنية ووسائل الإعلام الأخرى من قبل الحوثيين، إنما يدل على عجزهم ورغبتهم في عدم نقل ما يجري إلى الخارج، وإخفاء الصورة الحقيقة عن الوضع في الداخل، واعتمادهم على توظيف وسائل إعلام موالية لهم لبث الأكاذيب والإشاعات، وتزيف الحقائق.من جانبه، قال مدير العلاقات العامة في جامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس الشورى السابق، الدكتور زامل أبو زنادة في تصريحات إلى "الوطن"، إن ما قام به الحوثيون من إغلاق بعض القنوات والمؤسسات الإعلامية بالقوة، هو دليل على إخفاء الحقائق عن المجتمع اليمني والدولي، ورغبة منهم في تزييف الحقائق أمام الرأي العالمي، وقيادة حرب إعلامية مضادة عبر نشر صور وأخبار مفبركة لا تمت إلى الواقع بصلة.