حذر خبراء وعسكريون من الخطوة التي أقدمت عليها إيران بشأن اتجاه المجموعة ال34 الاستطلاعية العملياتية للقوة البحرية التابعة للجيش الإيراني إلى خليج عدن ومضيق باب المندب، مؤكدين في تصريحات إلى "الوطن"، أن ذلك من شأنه إثارة الاضطرابات في المنطقة، كما يكشف استهداف إيران لتحويل "الخليج العربي" إلى خليج "فارسي"، وهو ما يعد تزييفاً للتاريخ. وقال عضو تيار الاستقلال المستشار أحمد الفضالي، إن "الخطة التي أقدمت عليها إيران تؤكد أن الخطر لم يعد إسرائيلياً فقط، فكثير من أبناء العراق قتلوا على أيدى الميليشيات الإيرانية، وكأنهم ينتقمون من العرب، ثم ظهرت نواياهم الخبيثة حينما امتدت أيديهم في عدة دول عربية، وكان التدخل السافر الأخير في اليمن من خلال دعمهم للحوثيين، ما استدعى تشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤكدا على ضرورة منع إيران من السيطرة على باب المندب. وطالب الفضالي الحكام العرب باتخاذ موقف صلب أمام السياسة الإيرانية لإنهاء المد الفارسي في الوطن العربي، دون الاكتفاء بالديبلوماسية الباردة، خاصة بعدما أعلنته إيران رسمياً من إرسالها للمجموعة البحرية التي تضم الفرقاطة اللوجستية بوشهر والمدمرة البرز إلى خليج عدن ومضيق باب المندب بزعم توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون المصالح الإيرانية في المياه الدولية الحرة، وهي المهمة التي كشف قائد القوة البحرية للجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري أنها تستغرق نحو ثلاثة أشهر". وأضاف الفضالي أن تيار الاستقلال دشن بالفعل "الجبهة العربية لتحرير الجزر الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، من الاحتلال الإيراني"، مؤكداً أن ذلك يأتي للوقاية من المخاطر التي تهدد العرب جراء التوسعات الإيرانية والفارسية في المنطقة، وأشار إلى أن" تدشين الجبهة يأتي في وقت بالغ الأهمية تمر فيه المنطقة العربية بتغيرات سياسية سريعة الوتيرة، حيث تمر الملاحة العربية والعالمية بمخاطر نتيجة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، حتى تكون مسيطرة بشكل كامل على مضيق هرمز ومدخل الخليج العربي، ما يؤكد ضرورة التعامل الحاسم مع الغطرسة الإيرانية". وقال وكيل جهاز المخابرات الحربية الأسبق الخبير العسكري اللواء محمد رشاد، إن "إرسال إيران لسفن حربية إلى باب المندب محاولة لإثبات وجودها بالمنطقة، لكن إيران لن تستطيع إثارة القلق في منطقة باب المندب، حيث إن هذا الممر الملاحي يتمتع بحصانة دولية ولا يمكن لأحد المساس به. وقال الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي العقيد حاتم صابر، إن الخطط الاستراتيجية تتضمن توجيه ضربات وقائية واستباقية لحماية هذا الشريان الاقتصادي الحيوي"، مشيرا إلى أن "سيناريو تطورات الأزمة اليمنية يبقى مرهوناً بمسار العمليات العسكرية الجارية".