فيما أعلن مجلس الأمن الدولي أول من أمس، أنه سيبحث كيفية مساعدة نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني ومدني سوري في المخيم الذي سيطر تنظيم داعش الإرهابي على معظم أرجائه، دان مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في رام الله برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، باقتحام عصابات داعش الإرهابية لمخيم اليرموك، وبالجرائم التي ترتكبها بحق اللاجئين الفلسطينيين، ومحاصرتها للآلاف واعتقال المئات منهم، وعمليات الإعدام والذبح التي تنفذها داخل المخيم، معربا عن قلقه من الأوضاع الإنسانية لسكان المخيم، الذين يعيشون تحت القصف والاشتباكات العنيفة والمتواصلة. ودعا المجلس وكالة "الأونروا" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" إلى العمل على فتح ممرات إنسانية لسكان المخيم، والعمل لإجلاء عشرات الجرحى، وتحييد المخيم والفلسطينيين من الصراع الدائر في سورية. يأتي ذلك في وقت توجه فيه وفد فلسطيني من الضفة الغربية إلى دمشق لنقاش التطورات في المخيم بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والتنظيم المتطرف الذي بات على بعد ثمانية كيلومترات عن دمشق. في سياق متصل، قال الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنور رجا "أنه من المقرر أن تلتقي 14 فصيلة فلسطينية خلال الساعات المقبلة لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش"، لافتا إلى "أن المطلوب اتخاذ موقف فلسطيني موحد لمواجهة التنظيم بالقوة العسكرية"، ومشيرا إلى أن "السلطة كانت تعارض ذلك". ووفقا لرجا فإن التطورات الميدانية في مخيم اليرموك تفرض "تغييرا في الموقف واللجوء إلى القوة لإخراج إرهابيي داعش من المخيم. وكان رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كراهينبول، أطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجلس المكون من 15 عضوا على الوضع في مخيم اليرموك الواقع على أطراف دمشق على بعد كيلومترات قليلة من قصر الرئاسة السورية. وقال كراهينبول في تصريحات صحفية من الأردن "إن أكثر ما يهم المدنيين في اليرموك في الوقت الراهن هو مجرد النجاة"، فيما أشار مجلس الأمن في بيان إلى إنه سيدرس مزيدا من التدابير التي يمكن اتخاذها للمساعدة في توفير الحماية والمساعدات اللازمة"، داعيا إلى تسهيل مرور المساعدات إلى اليرموك وإلى "ممر آمن وإجلاء المدنيين". من جانبها ، دعت سفيرة الأردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، دينا قعوار، إلى "ضمان الدخول وإجلاء المدنيين" من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة أن الدول ال15 الأعضاء في المجلس مستعدة ل"اتخاذ التدابير الإضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين" للفلسطينيين في المخيم من دون ذكر تفاصيل. على صعيد آخر، سيطر ثوار درعا على حاجز أمني كبير لقوات الأسد جنوب قرية كفر شمس في "مثلث الموت" شمال درعا، وشرق مدينة الصنمين بعد اشتباكات استمرت لساعات. وأكدت جبهة النصرة مقتل ثمانية عناصر من قوات الأسد، بينهم مسلحون من جنسيات غير سورية، كما أعلن الثوار السيطرة على أطراف قرية قيطة في المنطقة ذاتها إضافة إلى مزارع كفر شمس شرق مدينة الصنمين، ونسف عدد من حواجز قوات الأسد التي كانت منتشرة في المنطقة، فيما قال ناشطون إن قوات الأسد ردت بغارات جوية مكثفة استهدفت قريتي كفر شمس وقيطة، مشيرين إلى أن طيران الأسد استهدف المنطقة ب40 غارة جوية أمس.