اتهمت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، المجتمعَ الدولي بالمسؤولية خلف انتشار تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية، مؤكدة أنها لن تنجر خلف حالة خلط الأوراق التي أحدثها الحوثيون بتحريرهم سجناء التنظيم الإرهابي في المكلا، في محاولة منهم لصرف التحالف عن الهدف الذي قامت بالعملية العسكرية من أجله، وهو تخليص اليمن من سطوة المتمردين. وفي رده على سؤال حول إمكان أن يقوم التحالف بتوجيه ضربات مزدوجة للقاعدة والحوثيين، رد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، بالقول: "القاعدة تنشط في اليمن بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن مكافحتها، ودعمه لتصرفات الميليشيات الحوثية التي أضعفت هيبة الدولة اليمنية، فنشأت القاعدة بشكل أكبر حينما أراد المتمردون خلط الأوراق حرروا سجناء القاعدة بهدف صرف النظر عنهم. نحن نعتقد أن التعامل مع القاعدة يختلف عن الحوثيين". وعلى الرغم من تأكيد عسيري بالقول "إنه متى ما أصبح الوقت مناسبا لتنفيذ أي عملية ضد التنظيم الإرهابي سنفعل"، إلا أنه شدد في المقابل على أن سجناء التنظيم الفارين الذين سبق أن وصفهم بالخطرين، يتخفون داخل الأحياء السكنية، مؤكدا أن قوات التحالف لن تضحي بحياة المواطنين اليمنيين من أجل أن تستهدف القاعدة الآن. وعن الدعوات التي وجهها الحوثيون للعودة إلى طاولة الحوار، ووقف العملية العسكرية، علق عسيري على ذلك بالقول "الحوار يتم على المستوى السياسي.. أما نحن فنؤكد أن العملية العسكرية مستمرة حتى تحقق أهدافها وفقا للمخطط لها". ولأول مرة منذ بدء العملية العسكرية التي دخلت يومها الثاني عشر أمس، لا تشهد الحدود الجنوبية السعودية أية تحركات للمتردين الحوثيين. وقال المتحدث باسم قوات التحالف "خلال ال24 ساعة الماضية لم تسجل أي أعمال على الحدود من قبل المتمردين". وربما يكون هذا التطور الجديد الذي طرأ والهدوء الذي يسود الحدود، ناجم عن قصف قوات التحالف للمعسكر المسؤول عن تلك التحركات الحوثية العبثية. وواصلت عاصفة الحزم استهداف مستودعات الذخيرة وأنظمة الرادار وقطع الطرق المؤدية إلى عدن، لمنع استخدامها في تقديم أي إمداد للمتمردين الحوثيين الذين يتحصنون في أحياء طرفية للعاصمة الموقتة. ووصف المتحدث باسم قوات التحالف، التحركات الحوثية داخل عدن بعمليات الكر والفر، مؤكدا أن مجاميع المتمردين ارتدت إلى خارج العاصمة الموقتة نتيجة المقاومة الشعبية التي تقودها اللجان الشعبية. ودخلت القبائل اليمنية للمرة الأولى على خط معركة تحرير عدن، إذ أكد العميد ركن عسيري أن هناك دعما من القبائل توجه إلى عدن لمساندة الشرفاء في حماية المدينة، فيما أكد أن عمليات الإسقاط الجوي مستمرة لتقديم الدعم اللوجستي للمقاومين على الأرض، وإسنادهم بما يحتاجون على الجانب المعلوماتي لردع المتمردين الحوثيين. وفيما تخلف الصليب الأحمر الدولي أول من أمس عن أولى مهماته الإنسانية في اليمن، وصلت طائرة تتبع المنظمة الدولية، لإجلاء 11 من موظفيها، فيما ينتظر أن تصل طائرة الدعم الإنساني والإغاثي التابعة للصليب هذا اليوم. وفضلت ثلاث دول هي: الهند والصين وباكستان، إجلاء رعاياها عن طريق البحر عبر ميناء عدن، في وقت تحكم قوات التحالف حصارها البحري، لمنع أي عمليات تهريب أو دعم للمتمردين الحوثيين التي كانت تنشط تحديدا من دول القرن الأفريقي.