جددت قيادة قوات تحالف «عاصفة الحزم» التشديد على أنها تدرك مسؤولياتها تجاه إخلاء رعايا الدول من اليمن، وأهمية العمل الإنساني. وكشفت أن رحلة جوية وحيدة من تركيا هي التي تمكنت من الهبوط في مطار صنعاء الدولي، فيما رفضت الميليشيات الحوثية التي تسيطر على المطار هبوط طائرة إجلاء سودانية حصلت على موافقة قوات التحالف لإجلاء الرعايا السودانيين. واعتذرت مصر عن تسيير رحلة بسبب صغر سعة الطائرة بالنظر إلى عدد الرعايا المصريين. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كانت أكثر إثارة لقضية العمل الإنساني فتخلف مندوبوها عن موعد حدد لهم أمس لتسيير رحلة لليمن، واعتذروا لاحقاً بأنهم مضطرون إلى البحث عن طائرة أخرى للقيام بالمهمة. وأكد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية العميد ركن أحمد حسن عسيري أن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن «مطمئن». واتهم الميليشيات الحوثية بترويع السكان، بإطلاق النار على مساكنهم عشوائياً. وقال إن الحوثيين منعوا إمدادات الماء أمس، وقطعوا إمدادات الكهرباء عن بعض أحياء المدينةالجنوبية. وأكد أن اللجان الشعبية وأفراد المقاومة يواصلون تكثيف الضغوط على الميليشيات المتمردة حتى تتخلى عن المواقع التي تتحصن بها وسط الأحياء السكنية. وذكر عسيري - في إيجازه الصحافي اليومي بقاعدة الرياض الجوية أمس (الأحد) - أن الحوثيين قصفوا مدينة الضالع أمس بالمدفعية وقذائف الهاون. وأضاف أن لدى قوات التحالف معلومات بأنهم يتخذون أحياء وفنادق مراكز لقيادتهم. وقال إن التدقيق جار في تلك المعلومات، «وسيُتخذ الإجراء المناسب». وأشار إلى استمرار الحملة الجوية، قائلاً: «لدينا الصبر الكافي، ونحن لا نستعجل المراحل». وأضاف أنه تم أمس إسقاط مزيد من الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن، مؤكداً أن اللجان الشعبية تقوم بتوحيد صفوفها، وأن «النتائج ستكون مبشرة، وستؤتي الحملة أُكلها». وأوضح أن الحملة الجوية شملت غارات استهدفت أمس تدمير مستودعات صواريخ بالستية في محيط صنعاء، ومستودعاً للذخيرة. كما تم استهداف عقبة القندع للمرة الثانية لإعاقة أي تحرك حوثي صوب عدن. وشُنت غارة على عقبتي البيضاء والثرة للغرض نفسه، فضلاً عن استهداف معسكر تنطلق منه هجمات ضد السعودية، إضافة إلى قافلة عربات عسكرية متجهة من المخاء والحديدة صوب عدن. وأشار إلى عدم حدوث تطورات دراماتيكية على جبهة الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لشمال اليمن، إذ تواصل القصف الجوي للمجموعات الحوثية التي تسعى إلى إيجاد قاعدة لنفسها لشن هجمات على السعودية، فتتصدى لها مدفعية الميدان وقوات حرس الحدود السعودي. وفي شأن العمليات البحرية لتحالف «عاصفة الحزم»، قال عسيري إن القطع البحرية التابعة للتحالف تواصل منع أي تحركات من مواني اليمن وإليها. وذكر - رداً على سؤال - أن الراغبين في الانشقاق أو الاستسلام من الحوثيين عليهم تسليم أنفسهم إلى اللجان الشعبية وقادة الجيش اليمني الموالين للشرعية. وأكد أن الميليشيات الحوثية سعت أمس إلى الوصول إلى ميناء عدن «لكننا منعناهم من ذلك». وأعرب عن ثقته بأن الأمور في عدن ماضية إلى تحسن. ورفض عسيري احتمال استعانة قوات التحالف بالمجال الجوي لعُمان لمطاردة الهاربين من الميليشيات وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال: «ما الحاجة إلى ذلك إذا كانت قواتنا تتحكم بكامل المجال الجوي اليمني». وشدد على أن قوات التحالف تتخذ جميع الإجراءات السليمة لتجنب مخاطر إسقاط أسلحة قد تقع في أيدي الحوثيين أو عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن. وقال إن الأسلحة التي تم إسقاطها من الجو وصلت إلى الجهات المقصودة فعلياً. وشدد عسيري على أن الحملة الجوية تحقق نتائج ملموسة على الأرض، وتسير بشكل جيد. وإذا أصبح الظرف مواتياً للزج بمروحيات هجومية أو طائرات بلا طيار، فإن قوات التحالف لن تتردد في استخدامها. وجدد الحديث عن استبعاد تدخل بري في الوقت الراهن، مكتفياً بالقول: «لكل شيء موعد، ولكل مقام مقال». ورهن التدخل البري بالخطة التي تنفذها قوات التحالف. إلى ذلك، اتهم مركز حقوقي ميليشيا «الحوثي» ب«انتهاكات إنسانية»، إذ قاموا بعمليات «اختطاف» متفرقة، طاولت 122 شخصاً من قيادات وأعضاء حزب الإصلاح في صنعاء. فيما أقدمت على اقتحام 37 مقراً ومنزلاً ومؤسسة ومسكناً طلابياً خلال ال24 ساعة الماضية. ووصف مركز صنعاء الحقوقي ما تقوم به جماعة الحوثيين المسلحة ب«البشاعة»، لافتاً إلى ما نفذته من عمليات هجومية السبت الماضي. وذكر أنها رفعت مستوى انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان. ودان في إحصاء (حصلت «الحياة» على نسخة منه) «العشوائية في التعامل واللجوء إلى اختطاف الأبرياء، ممن لا يقبلون بعملية الانقلاب على الشرعية». وأوضح المركز أن الحوثيين صادروا 17 منزلاً، بعضها تملكها «شخصيات بارزة»، منهم رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي، وعضو الهيئة العليا للحزب الشيخ حمود الذارحي، ورئيس الدائرتين الاجتماعية والسياسية، وكذلك رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح، ورئيس دائرة التعليم في الحزب، وغيرها من الأسماء. أما مقار منظمات المجتمع المدني التي اقتحمت مقارها، فزاد عددها إلى سبعة، منها: جمعية القرآن الكريم في إحدى محافظاتصنعاء، والمركز الرئيس لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية. وفي سياق ذي صلة، أصدر المدير العام للتعليم بمنطقة جازان (جنوب السعودية) عيسى الحكمي أمس قراراً بإنهاء الدراسة في مدارس الشريط الحدودي السعودي، وإجراء اختبارات الفصل الدراسي الثاني نهاية الشهر الجاري. كما أصدر مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، قراراً بإعفاء طلاب الجامعة المشاركين في عملية «عاصفة الحزم» وذويهم من الرسوم الدراسية، وتأجيل اختباراتهم لهذا الفصل الدراسي إلى وقت مناسب.