أخفقت الأندية في تقديم مستويات فنية لافتة خلال الست مباريات التي لعبت في الجولة ال21 لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وحضرت الإثارة الفعلية خلال آخر دقائق مباراة الاتحاد والنصر حينما قلب النصر الطاولة على مستضيفه وحول تأخره بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف، ويستحق فريق الخليج الذي كسب ضيفه العروبة بهدفين نظيفين الإشادة على ما قدمه اللاعبون والقراءة المميزة للمدرب التونسي جلال قادري خلال شوطي المباراة، ولم تكن هذه الجولة التي غاب عنها فريقا هجر والتعاون مثالية في تسجيل الأهداف إثر تراجع عدد الأهداف من 27 هدفاً في الجولة ال20 إلى 11 هدفاً. تعديلات داسيلفا قلبت الطاولة لم تكن قراءة مدرب النصر "داسيلفا" لما قبل مواجهة الاتحاد مثالية حينما "عطل" نجم الفريق وأحد أهم مفاتيح الخطورة الهجومية البولندي "أدريان" من أول المباراة وجعله يتداخل كثيراً مع يحيى الشهري بنفس الأدوار، لذلك اضطر أدريان للبحث عن مساحات في أطراف الملعب لعل وعسى أن يجد فيها المساحة ويستطيع من خلالها تهديد مرمى الاتحاد، واحتاج داسيلفا 60 دقيقة رغم تقدم الاتحاد بهدف الغامدي مع الدقيقة 41 كي يصلح الخلل في وسط الملعب ويمنح أدريان حرية التنقل خلف السهلاوي بإخراجه ليحيى الشهري والاستعانة بعوض خميس مع الاستعانة بحسن الراهب ومن ثم أحمد الفريدي، وهذا ما جعل النصر يستطيع تسجيل ثلاثة أهداف في أقل من ربع ساعة مستفيداً من صدمة هدف التعديل على لاعبي الاتحاد وضعف مخزونهم اللياقي مع آخر 20 دقيقة من المباراة. واجبات بيتوركا "ترهق" الاتحاد فشل مدرب الاتحاد بيتوركا في رهانه على لياقة وقتالية لاعبيه وتحديداً فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي أصحاب النزعة الهجومية حينما شدد عليهم بالعودة سريعاً للمناطق الدفاعية حينما يفقد الفريق الكرة، هذه الواجبات أثرت سلباً على تركيزهما ما بين دورهما الهجومي والدفاعي، وهذا أمر مرهق بدنياً وكذلك في التركيز، لذلك لا غرابة أن يرتكب الغامدي والمولد أخطاء تكتيكية طوال شوطي المباراة، ورغم التبديل المبكر لبيتوركا مع الدقيقة 30 حينما استعان بعبدالفتاح عسيري على حساب "ماركينيو"، وتمكن الاتحاد من تسجيل هدف التقدم وفي توقيت مميز أنهى عليه الشوط، إلا أنه أخفق في التصدي لتدخلات مدرب النصر من جهة ولتعديل حال لاعبيه من جهة أخرى، وهذا ما جعل دخول مختار فلاتة والمحياني دون أي فاعلية فنية ولاعبي الاتحاد يعانون لياقياً مع آخر 20 دقيقة من المباراة نتيجة الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون إثر التعليمات المشددة من "بيتوركا"، بالذات للمولد والغامدي والأول فقد تركيزه وتواجد في مناطق الخطر النصراوية وهو يعاني الإعياء ما أفقده التركيز المثالي والتعامل مع الكرات القريبة من مرمى العنزي. الشباب حقق هدفه الأبرز استطاع الشباب تحقيق هدفه الرئيس قبل مواجهته الفيصلي بأن يحقق نتيجة الفوز لما له من أهمية كبيرة بعد رحيل مدربه البرتغالي "باتشيكو" وتولي المصري عادل عبدالرحمن زمام الأمور الفنية، خصوصاً والفريق يريد تجديد حظوظه في التأهل عن مجموعته في دوري أبطال آسيا ورد الخسارة السابقة لضيفه نفط طهران غداً، ومن النقاط المهمة التي خرج منها الشباب والجهاز الفني الجديد هي حضور هداف الفريق نايف هزازي بشكل مثالي وتسجيله لهدفي الشباب في هذه المباراة، علاوة على استمرار تألق حارس المرمى محمد العويس في الذود عن مرمى الشباب، إضافة إلى التحسن في تمركز مدافعي الفريق وتحديداً قلبا الدفاع محمد أوال وعمر هارون. شراحيلي يبطل خطورة التعاون نجح الهلال في كسب الثلاث نقاط أمام مستضيفه التعاون نتيجة تألق حارس مرماه خالد شراحيلي في التصدي للعديد من الكرات الخطرة، ما حرم التعاون من تسجيل هدف تقدم أو هدف تعديل بعد أن أجاد ناصر الشمراني التمويه على قلبي الدفاع في التعاون أوتشي وياسين حمزة، استطاع إثر ذلك مواجهة فيصل المرقب ووضع الكرة في الشباك مع الدقيقة 60، ورغم استحواذ الهلال على الكرة في غالبية شوطي المباراة إلا أن طريقة لعب التعاون كانت مثالية في إغلاق المساحات ومن ثم الاعتماد على الكرات المرتدة إضافة لاستغلال أي هفوة من مدافعي الهلال أبطل كل هذا حارس المرمى خالد شراحيلي طوال المباراة. قادري مدرب الجولة يستحق مدرب الخليج التونسي جلال قادري نجومية هذه الجولة بعد نجاحه في قيادة فريقه لفوز مهم جداً على ضيفه العروبة، فالخليج الذي يلعب كرة هجومية مع فرق المقدمة ويحرجهم كثيراً لم يكن موفقاً في نيل نصيبه من الجهد المبذول في تلك المباريات، ولكن الحال تبدل في هذه المواجهة ذات الست نقاط حسب وضعيتهما في سلم الترتيب، ونال الفريق نصيبه رغم ضياع بعض فرص التسجيل التي أجاد خلالها لاعبو الخليج إغلاق المساحات حال فقدان الكرة والمثالية في سرعة الارتداد بفضل لاعبين يملكون أدوات إنجاح مثل هذه الواجبات، وهذا ما يحسب للمدرب جلال قادري ومكنه في النهاية من نيل جرعة معنوية له وللاعبين قبل الجولات الخمس المتبقية للخليج، الفريق الذي يثبت من مباراة إلى أخرى أنه يستحق البقاء في دوري عبداللطيف جميل.