فيما قتلت فصائل المعارضة السورية أمس عددا من ضباط وأفراد قوات نظام بشار الأسد خلال المعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين في مختلف أرجاء سورية، تمكن تنظيم داعش الإرهابي من بسط سيطرته على معظم أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيينجنوبدمشق، ليصبح الآلاف من سكانه بين فكي كماشة التنظيم المتطرف وقوات النظام التي تحاصر المخيم منذ نحو عام. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس سيطرة التنظيم المتطرف على 90 في المئة من مساحة المخيم، فيما انحسر وجود مقاتلي أكناف بيت المقدس في الجهة الشمالية الشرقية من المخيم، لافتا إلى أن التنظيم بات للمرة الأولى قريبا بهذا الشكل من دمشق. من جانبه، قال رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية الموقتة أيمن أبو هاشم في تصريحات صحفية إن "مقاتلي التنظيم باتوا يسيطرون على أكثر من 80 في المئة من مساحة المخيم"، محذرا من "وضع كارثي" يقبل عليه المخيم "بعدما بات محاصرا من قبل داعش وقوات النظام". فيما قالت الرئاسة الفلسطينية إنها تقوم بسلسلة من الاتصالات المكثفة مع أطراف عدة عربية ودولية وإنسانية لإنقاذ مخيم اليرموك للاجئين في دمشق "من المأساة التي يتعرض لها أهلنا في المخيم".وثمنت الرئاسة" الجهود التي تبذلها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لتخفيف معاناة اللاجئين، وتجنيب المخيم ويلات هذا التدخل السافر من جهات ومجموعات ستؤدي إلى تدمير المخيم وتشريد أبناء شعبنا".بدوره، ناشد عزّت الرّشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" جميع المسلحين في مخيم اليرموك بوقف الاقتتال فورا، وحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء، وتجنيب الأهالي المحاصرين في المخيم مزيدا من الألم والمعاناة من الجوع والعطش والمرض والقصف والقتل، داعيا كل المجموعات المسلحة إلى ضرورة تحييد مخيم اليرموك واللاجئين الفلسطينيين فيه عن أيّ صراع واقتتال، فهم ضيوف في محطّة انتظار العودة إلى ديارهم في فلسطين. من ناحية ثانية، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مقتل اثنين من متطوعيها خلال أدائهما "واجبهما الإنساني" في مدينة إدلب شمال غرب البلاد قبل يومين، من دون أن تشر إلى الجهة التي استهدفتهما. يأتي ذلك، بعدما سيطرت جبهة النصرة وفصائل معارضة أخرى أبرزها حركة أحرار الشام على مدينة إدلب بالكامل الأسبوع الماضي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام. وتتعرض المدينة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان لقصف جوي باستمرار في الأيام الأخيرة.