تعهد القادة العرب في بيانهم الختامي الذي صدر أمس في شرم الشيخ المصرية "ببذل كل جهد ممكن، والوقوف صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية مآربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية، على أسس جغرافية، أو دينية، أو مذهبية، أو عرقية، حفاظا على تماسك كيان كل دولة عربية، وحماية أراضيها، وسيادتها، واستقلالها، ووحدة ترابها، وسلامة حدودها، والعيش المشترك بين مواطنيها، في إطار الدولة الوطنية الحديثة التي لا تعرف التفرقة أو تقر التمييز". وقال القادة العرب في بيانهم الختامي "نعقد العزم على توحيد جهودنا والنظر في اتخاذ التدابير الوقائية، والدفاعية لصيانة الأمن القومي العربي، في مواجهة التحديات الراهنة، والتطورات المتسارعة، خاصة تلك المرتبطة بالممارسات الإجرامية لجماعات العنف والإرهاب التي تتخذ الدين ذريعة لوحشيتها". وأكد القادة على "التضامن العربي قولا وعملا، في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها منطقتنا، وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة، في مواجهة كل التحديات، ونجدد تأكيدنا على أن ما يجمع الدول العربية عند البحث عن إجابات عن الأسئلة الرئيسة للقضايا المصيرية هو أكبر كثيرا مما يفرقها ويستلزم البعد عن الخلافات، ونثمن في هذا السياق الجهود العربية نحو توطيد العلاقات البينية وتنقية الأجواء". ودعوا "المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتجفيف منابع تمويله، للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر المتشددة". وقالوا "نشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية والعربية في هذا المجال، من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية، والتعاون القضائي، والتنسيق العسكري، وحتمية الشمولية في الرؤية الدولية في التعامل مع الإرهاب، دون انتقائية أو تمييز، بحيث لا يقتصر على مواجهة تنظيمات بعينها وتجاهل أخرى، خاصة أن تلك التنظيمات كافة يجمعها الإطار الأيديولوجي نفسه، وتقوم بالتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات والمقاتلين والسلاح فيما بينها، ونؤكد في هذا الإطار على رفضنا الكامل لأي ربط يتم لتلك الجماعات أو ممارساتها بالدين الإسلامي الحنيف". وقال القادة العرب "إذ نجدد تأكيدنا على محورية القضية الفلسطينية، كونها قضية كل عربي، فسيظل التأييد العربي التاريخي قائما، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية، ووفقا لمبادرة السلام العربية". وأضافوا أن ليبيا "أورثت المرحلة الانتقالية منذ عام 2011 دولة ضعيفة، ازدادت ضعفا إثر انتشار وسيطرة قوى متطرفة معادية لمفهوم الدولة الحديثة على مناطق ليبية، فضلا عن تدخلات قوى خارجية تسعى إلى توجيه مستقبل الشعب الليبي. كما يعاني العراق منذ عام 2003 عمليات إرهابية، أثرت سلبا في قدرته في بسط سيطرته على كامل أراضيه وضبط الاستقرار فيه، فضلا عن عنف في سورية أنتج تطرفا حولها إلى ساحة لصراعات إقليمية ودولية بالوكالة، مما أفضى إلى غياب دور الدولة ومؤسساتها عن ربوع البلاد، وعدم قدرتها على حماية شعبها والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها". وأكد القادة العرب على "ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل، وعلى انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، وكذا على إخضاع جميع المرافق النووية لدول منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران لنظام الضمانات الدولية الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".