قبل 57 يوما فقط، وتحديدا في التاسع من ربيع الآخر الماضي، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية، برئاسة ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وعضوية كل من وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة، وشخصيات عسكرية وأمنية أخرى. المجلس السياسي الأمني باشر أول اجتماع له بعد نحو 12 يوما فقط من تشكيله، وتحديدا يوم 22 ربيع الآخر الماضي، وتلاه اجتماع آخر قبل نحو أسبوعين، إضافة إلى الاجتماعات الطارئة التي يتطلبها الموقف، ويدعو إليها رئيسه الذي شدد في آخر اجتماع على توجيهات الملك القاضية برفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق، تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة، بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت على مختلف المجالات. توجيهات الملك التي نقلها رئيس المجلس للأعضاء، كانت بمنزلة رسالة واضحة حول أهمية الفترة المقبلة التي برهنت على أن تكامل الأدوار أدى فعلا إلى قيادة آمنة ودقيقة لكل فصول الحرب الجوية التي أطلقتها السعودية ودول التحالف ضد جماعة الحوثي المتمردة في اليمن فجر أمس، وتابعها المجلس بإشراف دقيق من قبل وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لحظة بلحظة منذ بدايتها. مجلس الشؤون السياسية والأمنية على اطلاع كامل بما تحمله الديبلوماسية السياسية عبر عضوية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورقيب مهم على كل الإجراءات العسكرية في السلم والحرب، عبر عضوية وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ومطلع تام على العمليات الاستخباراتية الإقليمية والعالمية عبر عضوية رئيس الاستخبارات السعودية، ومتحسس يقظ لكل القضايا الأمنية الداخلية والخارجية عبر وزير الداخلية وخبير مكافحة الإرهاب الأمير محمد بن نايف. ومع أن 57 يوما ليست كفيلة بإيجاد التجانس وسط أي مجلس أو لجنة، غير أن هذا العمر القصير لمجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي كان كفيلا ببدء حرب معقدة ثم إدارتها، تدعمه مقومات هامة تتمثل في خبرة رئيسه في الحرب على الإرهاب، والإلمام السياسي الكبير الذي يتمثل في فكر وزير الخارجية، والقيادة الحربية التقنية الشابة لوزير الدفاع. ويبقى القول إن النجاح العالمي الذي حققته الضربات الجوية الموجهة لمعاقل ميليشيا الحوثي وأعوانه في اليمن، وقيادة المملكة للتحالف العربي والإقليمي لدعم الشرعية، مدعوما بتأييد شعبي وإقليمي وعالمي، هو دليل بارز وعاجل لنجاح المجلس السياسي الأمني السعودي في إدارة السياسة والحرب والأمن، ودافع نحو مزيد من النجاحات السعودية السياسية والعسكرية إقليميا ودوليا.