"عمودي، نثري، تفعيلة"، مدارس شعرية متباينة، لم تخرج عنها قصائد الشباب الذين اصطفوا الواحد تلو الآخر على المنصة الرئيسة لمنتدى عبقر بنادي جدة الأدبي احتفاء، التي ألقوها في يوم الشعر العالمي، المتزامن مع 21 مارس من كل عام. لكن ما يمكن ملاحظته هو ما أثاره رئيس المنتدى الشاعر عبدالعزيز الشريف على هامش الاحتفائية العالمية، في حديث خاص إلى "الوطن"، إذ إن رهانه جاء مباشرا ومن دون مقدمات، معلنا أن صياغة المنظومة الشعرية السعودية مرهونة بالتجارب الشبابية، التي من شأنها تغيير ملامح الحركة الشعرية المحلية خلال السنوات المقبلة. وسائل التواصل الاجتماعي السعودي، وعلى رأسها تويتر وفيسبوك، تحولت بالنسبة إلى عدد غير قليل من الشعراء الشباب إلى زاوية مهمة، جاءت في سياق ما ذكره الشريف، وأن المساحات الافتراضية في مسار الشعر الشبابي أضفت حيوية قضت على الاحتكار النخوبي للثقافة، وغيبت هاجس المنافسة أو التغييب في المساحات الثقافية المحدودة. النادي الأدبي بجدة أشار في بيانه الصحفي الذي تسلمت "الوطن" نسخة منه، إلى مشاركة عدد من الشعراء الشباب وهم: عبدالله ناجي، وحسين الصميلي، وعبدالمنعم حسن، وإبراهيم حسن، وزاهد القرشي، والشاعرة عطاف سالم، التي أدارها عضو الجمعية العمومية للنادي، عضو منتدى عبقر الشاعر خالد الكديسي، احتفاء باليوم العالمي للشعر. اللافت في الأمسية الشعرية تقاطعها مع عيد الأم، إلا أن الاتجاه الشعري في قصائد الشباب لم تترجم ذلك فيما بثوه في نثرياتهم وقصائدهم مختلفة الأوجه، فعلى العكس تقاطعت من دون سابق تنسيق في جماليات الحياة والحب. وبحسب معلومات "الوطن"، فإنه لم يتم تأطير نوعية مشاركة الشباب في الأمسية الشعرية المشتركة، حيث ترك لهم خيار التقديم، وهنا يمكن الإشارة إلى أن رئيس منتدى عبقر، حمل بين ثنايا حديثه انتقادا غير مباشر بأن عددا من الأندية الأدبية الفاعلة قامت باحتواء الطاقات الشبابية الشعرية، وغير الشعرية من الأجناس الثقافية المتنوعة، فيما بعضها لا يزال مهووسا ب"نخبوية الثقافة"، التي كسرتها الدوائر الثقافية الشبابية. وطالب عبدالعزيز الشريف المؤسسات الثقافية ممثلة في الأندية ووزارة الثقافة والإعلام بالاهتمام باحتواء الشباب عبر نشر نتاجاتهم الأدبية والثقافية الشعرية والروائية وغيرها، حتى يتمكنوا من صياغة المرحلة المقبلة. بيان النادي وصف الشعر في اليوم العالمي بأنه "تاج الأدب، ولغة الغاية والأدب، وبلوغ الجمال والرقة"، كما ذهب إلى أن نادي جدة الأدبي حرص على مد جسور التواصل الشعري بينه وبين الشعراء ليكون للنادي المنجز الإبداعي في الخريطة الشعرية.