أكدت مصر أمس أن اتفاقات مياه النيل المرتبطة بحقوق والتزامات مصر سارية ولم يتم المساس بها في أي وقت أو أي وثيقة. وقالت الخارجية المصرية، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه، إن"اتفاقات مياه النيل المرتبطة بحقوق والتزامات مصر سارية ولم يتم المساس بها في أي وقت أو أي وثيقة، بما في ذلك اتفاقات 1902 و1929 و1959 وغيرها". إلى ذلك، ثمّن خبراء وسياسيون مصريون الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السودان وإثيوبيا بغد غد الإثنين، مؤكدين أنها ستساعد كثيرا في حل ملف سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعدما توصلت القاهرة والخرطوم وأديس أبابا إلى "وثيقة" اتفاق مبدئي على آلية لتشغيل السد النهضة، إذ تشمل الوثيقة مبادئ تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة. وقال وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر علام إن "الزيارة خطوة انتقالية في تطوير العلاقات بين مصر وإثيوبيا للحد من المشكلات المزمنة حول سد النهضة، وتعكس كيف أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح للحفاظ على أمنها القومي، كما أن للزيارة رؤية سياسية واستراتيجية وليست مائية فقط، وذلك لخلق علاقات متوازنة ومتناغمة مع الجانبين السوداني والإثيوبي، ويجب أن تخرج تلك الزيارة بترجمة للاتفاقات والمحادثات التي جرت خلال ثلاث سنوات مضت بين الدول الثلاث، وأن تكون تمهيدا للأجواء بينهم للخروج من أزمة سد النهضة دون ضرر لأي طرف من الأطراف، خاصة أن الخيارات أمام مصر مفتوحة في حالة عدم توافق الجانب الإثيوبي على حل وسط، إذ إنه يمكن اللجوء إلى وساطات دولية أو التحكيم الدولي أو مخاطبة الاتحاد الأفريقي للتدخل لحل الأزمة". وقالت مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية السفيرة منى عمر إن "زيارة السيسي تأتى في إطار العلاقات الثنائية مع الرئيس السوداني عمر البشير وفكرة التكامل الاقتصادي مع مصر في أكثر من مجال أهمها الزراعي، والتي طرحها الرئيس البشير في كلمته بالمؤتمر الاقتصادي، وستتضمن الزيارة توقيع اتفاق ثلاثي بين الدول الثلاث يضع الخطوط العريضة لضمان حقوق مصر والسودان وإثيوبيا من المياه".وقال الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور رمضان قرني إن "ملف سد النهضة سيكون على رأس أولويات الزيارة، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين أثناء حضوره المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، والتي قال فيها إن قدر مصر وإثيوبيا هو إما أن تغرقا معا أو تعوما سويّا، مؤكدا أن إثيوبيا اختارت السباحة سويّاً مع مصر من منطلق أن ما يحدث من ضرر لمصر يكون ضررا لإثيوبيا، كما أن رفاهية مصر تعد رفاهية لإثيوبيا"، مضيفا أن "الزيارة لإثيوبيا ستسبقها زيارة للسودان يلتقي السيسي خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، وهناك احتمالية لأن تسفر وثيقة المبادئ الخاصة بسد النهضة عن تقدم في قضية بناء السد واتفاق وجهات النظر المصرية والإثيوبية والسودانية بشأن هذه القضية، بالإضافة إلى أن ملف مكافحة الإرهاب سيكون على قائمة المواضيع التي سيتم بحثها، خاصة أن إثيوبيا باتت لاعبا مركزيا في مكافحة الإرهاب بمنطقة دول شرق أفريقيا".