"عبدالله ناجي وحسين الصميلي، وعبدالمنعم حسن، وإبراهيم حسن، وزاهد القرشي، وعطاف سالم، وخالد الكديسي"، يجددون عروق الحركة الشعرية الشبابية في المملكة، حين يجتمعون مساء اليوم سويا على منتدى طاولة عبقر في نادي جدة الأدبي للاحتفاء ب"اليوم العالمي للشعر"، المتزامن مع تاريخ 21 مارس من كل عام. مجموعة الشعراء الشباب الذين سيحتفون بهذا اليوم على طريقتهم الخاصة سيمثلون مختلف المدارس والاتجاهات الشعرية المعاصرة، والتي ستكون حاضرة في قصائدهم، كما أكد البيان الصحفي الذي تسلمت "الوطن" نسخة منه. ويهدف اليوم العالمي للشعر الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" في 21 مارس من كل عام وأعلنت ذلك عام 1999، إلى تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أصقاع المعمورة، وتجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية. وذهب القائمون على منتدى عبقر إلى أن تخصيص احتفالهم باليوم العالمي يأتي انطلاقا من الأهداف العامة لليونيسكو، إلى رفد الحركة الشعرية الشبابية في المملكة، ودعمها والاهتمام بها، إضافة إلى دعم التنوع الشعري والحركة الشعرية، وإحياء العلاقة بين الشعر والفنون الأدبية الأخرى، وتعزيز الإيمان بأهمية دور الشعر في تنوير المجتمع نحو قضاياه بشكل ملفت. رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله عويقل السلمي دعا جموع المثقفين والمثقفات إلى الاحتفاء بالشعر بوصفه رسالة وجدانية وقيمية في يومه العالمي. إلى ذلك، ينظم فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام نهاية الأسبوع مهرجانا شعريا يحمل اسم الشاعر الرائد محمد العلي، ويشارك في المهرجان عبر ثلاث أمسيات كل من الشعراء، قاسم حداد من البحرين، زاهر الغافري من سلطنة عمان، ومن السعودية حمد الفقيه وإبراهيم الحسين وعبدالله الناصر ومحمد الحرز وصالح زمانان وغسان الخنيزي، وميسون صقر من الإمارات، وشوفي لعنيزي من تونس، وعصام خليل من مصر، فيديل سبيتي من لبنان، وهاني نديم من سورية، ومحمد النبهان من الكويت. وسيتخلل يوم الافتتاح تكريم الشاعر محمد العلي وإطلاق ديوانه الشعري بعنوان "لا أحد في البيت" الذي جمعه الشاعر أحمد العلي، وكتاب شهادات عن محمد العلي بعنوان "تلك الزرقة التي علمتنا الأناشيد"، قدمها أصدقاء وأدباء ممن عاصروا وتأثروا بتجربة الشاعر. ويشمل المهرجان فعاليات متعددة، منها أمسيات شعرية عربية، وحفلات توقيع إصدارات، إضافة إلى معرض تشكيلي لرواد هذا الفن في المنطقة الشرقية، وعروض مسرحية وأفلام سعودية. تويتر.. حينما يتجه التغريد للشعر اللافت وأنت تتبع سيرة ومسيرة شعراء الحركة الشعرية من الشباب تحديدا في موقع التواصل الأشهر لدى السعوديين "تويتر"، فإنك ستخرج بطريقة أو بأخرى، باتجاه واحد، وهو أن الشعراء الشبان حولوا هذا الوسيط إلى ساحة يبثون من خلالها همومهم وآمالهم من نافذة قصائدهم. فزاهد القرشي طالب الطب (أحد المحتفين بيوم الشعر العالمي اليوم في منتدى عبقر)، الذي دخل إلى عالم تويتر في فبراير 2012، وعرف عن نفسه بشاعر مهرجان جدة (2015)، وشاعر شباب جدة 2014، غرد قبل ثلاثة أيام من الاحتفائية العالمية بالشعر: "وعين لها إذ كحّل الليل جفنهُ بذوبِ مآقيه رعتها المراودُ! يمدُّ لها حدقًا وتسلم شزرها كساقٍ على بئرٌ به الماء نافدُ". أما عبدالمنعم حسن الشاعر المشاغب كما يعرف عن نفسه، وهو أحد الشعراء الشباب، الذين سطعوا في الحركة الشعرية المحلية، حيث استطاع أن يغلب حسابه على تويتر إلى كونه كتاب قصائد، ويقول في إحدى تغريداته: "اهربوا بات (ميداس) أعمى.. يداه تشقان دربا إلى الماء عبر الفراغ اهربوا.. لا تمسكم العدمية فالباب يبتلع الواقفين ويجرفهم في قرار سحيق". الدكتور سلمان العطي، يرى في حديثه إلى "الوطن" أن شباب الحركة الشعرية في المملكة لم يجدوا دعما مستحقا من الأندية الأدبية عموما، ويقول: "ربما يسلط اليوم العالمي بعضا من الاهتمام بالحركة الشعرية في بلادنا، وبخاصة أن لدينا نماذج تستحق التكريم، فبعضها كان ضيفا شاعرا على مهرجانات الجنادرية السابقة كعبدالمنعم حسن، وغيره". وقدم العطي بعضا مما سماه ب"الحزم التطويرية"، كضرورة تبني مسابقة سنوية على مستوى وزارة الثقافة والإعلام لشعراء المملكة الشباب، محذرا من أن عدم استيعابهم سيجفف منابع الإبداع الشعري في المسار الثقافي المحلي، لمصلحة وسائط الإعلام الجديد. وطالب أيضا بضرورة رصد الحركة الشعرية الشبابية، بدراسات تدرس وتقيم وتوجه المنتج الشعري للشباب، حتى نستطيع تكوين جيل جديد في مسيرة الشعر.