في تصرف يائس يكشف الوضع داخل جماعة الحوثيين وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، شنت طائرة تابعة لسلاح الجو اليمني الذي يسيطر عليه الانقلابيون غارة أمس على قصر المعيشيق الرئاسي في مدينة عدن. وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في بيان أمس إن "محاولة الانقلابيين المدعومين من أركان النظام السابق الذي كان أحد المتسببين في إبادة وقتل وتشريد وتهجير الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية باءت بالفشل". وأكدت مصادر وزارية ل"الوطن" أن هادي بخير ولم يصب بسوء، وتم نقله "إلى مكان آمن". إلى ذلك، ترددت أنباء عن تسليم القائد السابق للقوات الخاصة في عدن العميد عبدالحافظ السقاف نفسه إلى السلطات، عقب محاولة التمرد الفاشلة التي قادها. ووصفت المصادر الغارة الجوية بأنها رسالة أراد الحوثيون إيصالها إلى هادي، مفادها أنهم ما زالوا يمسكون بمقاليد الأمور، إلا أنها أتت بنتائج في غير مصالح الجماعة المتمردة. إلى ذلك، أكدت مصادر وزارية ل"الوطن" أن سلطات مطار صنعاء الدولي الذي يخضع حاليا لسيطرة الحوثيين صادرت جوازات كثير من المعتمرين، الذين كانوا ينوون أداء الشعيرة، دون توضيح للأسباب. في سياق منفصل، كشف مدير إدارة التمريض في وزارة الصحة اليمنية يوسف الشعابي ل"الوطن" أن الأوضاع الحالية داخل المؤسسات الطبية تنذر بكارثة طبية، لا سيما في ظل نقص الإمدادات الطبية والعزلة التي يعانيها اليمن حاليا نتيجة لانقلاب الحوثيين الذي تسبب في أزمة مالية حادة تعانيها البلاد.
في رسالة رد على خسارة جماعة أنصار الله ومؤيدي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لما يعرف في اليمن ب"معركة الأمن المركزي والمطار"، نفذ سلاح الجو أمس غارة جوية استهدفت قصر المعاشيق الرئاسي في عدن، الهدف منها إبلاغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الانقلاب الحوثي لا يزال يتمسك بمفاصل الدولة، بحسب ما فسره مصدر وزاري يمني ل"الوطن" أمس، والذي أكد سلامة الرئيس هادي من الغارة الجوية.وهذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها انقلاب الحوثي إلى استخدام سلاح الجو لتنفيذ مثل هذه التصرفات، ولتوجيه رسائل كهذه. ويفهم المصدر الوزاري اليمني المقرب من الرئيس هادي أن "جماعة الحوثي أرادت إبلاغ هادي بقدرتها على قلب الموازين في البلاد متى ما أرادت. لكن على الرئيس أن يعي ذلك، وأن لا يدع الأمور تتطور أكثر مما هي عليه".وفي سياق غير ذي صلة، كشف مدير إدارة التمريض في وزارة الصحة اليمنية يوسف الشعابي ل"الوطن" عن أن الوضع الصحي في اليمن يعدّ "قنبلة موقوتة" زرعها الانقلاب الحوثي، وسيلحق ضررها بالصحة البدنية والنفسية لليمنيين ما لم يتم تدارك الأمر. وأضاف الشعابي أن المعارك التي تدور في مختلف أرجاء البلاد أدت إلى تدهور الوضع الصحي بشكل كبير في ظل تواضع الإمكانات التي تستطيع الحكومة تقديمها لليمنيين مع المماحكة السياسية التي يقوم بها الانقلاب الحوثي وتقود إلى قيام معارك مختلفة في مناطق عدة.وأضاف الشعابي بلغة حازمة "الانقلابيون يقومون ببث الكراهية وزرع الفتنة والاقتتال في كل مكان تطأه أقدامهم، والشعب اليمني يرفض أن يقوده شخص بالقوة، ولذلك ساءت الحالات النفسية بشكل كبير في اليمن، مع تراجع الوضع الصحي وسقوط عدد من المصابين في المعارك الدائرة في كل مكان في البلاد، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي بشكل مخيف".وأشار الشعابي إلى أن اليمن يرفض أن يحكم بالقوة، وسيبقى عربيا، ولن يخضع للفرس أو غيرهم، وأنهم سيعملون في مجالهم التخصصي لمساعدة المصابين وإنقاذ الناس من الخطر الذي أصبح يهددهم من خلال التمريض ومحاولة تحسين الوضع الصحي للناس في اليمن. وأضاف أن الوضع الصحي في اليمن يجاري الوضع العام في البلد، الذي تحول إلى حالة طوارئ وإشكالات نتيجة الصراعات المختلفة سواء في مناطق الشمال أو مناطق الجنوب، فهناك معارك في البيضاء، وهناك معارك في مناطق مختلفة، وهناك مماحكات سياسية تنتج عنها صراعات مختلفة، والتمريض يعدّ مكونا رئيسا في عملية الإنقاذ، سواء عبر طوارئ الطرقات أو في المستشفيات، ويتأثر ويعمل وفق هذه المتغيرات، وحقيقة الوضع تراجع جدا في ظل الانقلابيين الحوثيين "نحن بحاجة إلى كثير من المساعدات في التدريب في مجال إنقاذ الحياة والمجالات الطارئة، وإدارة كوارث الطوارئ نظير اتساع رقعة الصراعات، ما يدفع بالضرورة إلى أن نواكب هذه الاتساع بزيادة الكوادر وبتوسع نوعي في تأهيلها".وقال الشعابي "الانقلاب الحوثي ولد ردة فعل نفسية واجتماعية عنيفة لدى المجتمع، ربما تتمثل بشكل موقت في قنبلة موقتة ربما تنفجر في أي لحظة، فنحن شعب يصعب أن نتقبل أن يحكمنا شخص بالقوة، ويبث في المجتمع روح الكراهية، وكل هذه الإشكالات، والصحة جزء من هذه المكونات الاجتماعية، وتعلم أن الصحة تواجه آثارا كل هذه الأزمات".وأشار الشعابي إلى أن المملكة وقفت معهم منذ زمن وليس من اليوم "وهم يقفون معنا في كل الأوقات"، والخليجيون كذلك، وعرض مجلس وزراء الصحة الخليجي تقديم المساعدات لطواقم التمريض اليمنية من الحاجات المختلفة العينية واللوجستية وغيرها. في سياق منفصل، كشف موظفون تابعون لإدارة الهجرة والجوازات بمطار صنعاء الدولي ل"الوطن"، أن الحوثيين صادروا جوازات ووثائق سفر يمنيين كانوا في طريقهم إلى أداء العمرة، بسبب عدم امتثالهم لأوامر المنع من أداء الشعيرة التي أصدرتها الجماعة قبل نحو أسبوعين، دون إبداء الأسباب. وذكرت المصادر أن المطار الذي يقبع تحت سيطرة جماعة الحوثي، تديره فرقه من الجماعة لتسيير إجراءات المسافرين، باشرت حجز عدد من جوازات السفر، بينها ديبلوماسية وأخرى لمواطنين، دون إضافة أي تفاصيل تذكر بشأن ذلك، وأن غالبية من تمت مصادرة وثائقهم مسافرون لأداء العمرة. كما تربصوا بعدد من المقيمين الذين كانوا في زيارة سابقة لذويهم في العاصمة صنعاء، إذ اقتادت الجماعة بعضهم دون أسرهم، إلى جهات مجهولة، بحجة أنهم ناشطون في الحراك السلمي المعارض للانقلاب على الانتقال السلمي للسلطة وشرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.