علمت "الوطن" من مصادر سعودية ويمنية متطابقة أن جماعة الحوثي المتمردة حذرت شركات العمرة في صنعاء ومكتب شؤون الحجاج اليمني من استمرار حملاتها لمكة المكرمة والمدينة المنورة، من دون إبداء أية أسباب حيال هذا المنع. وفيما أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي صنعاء "عاصمة محتلة"، أفادت مصادر مطلعة بأن عددا غير قليل من شركات العمرة نقلت أعمالها من العاصمة اليمنية إلى العاصمة الاتحادية "عدن". وعلى الرغم من المقاطعة الدولية لصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إلا أن طهران خالفت النهج الدولي ووقعت اتفاقا لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين الإيرانية واليمنية، في وقت حطت فيه أول طائرة إيرانية على مدرج المطار أمس. وفي موازاة ذلك، اتهم عبدربه منصور هادي إيران بدعم الحوثيين، عادا الاتفاق الجوي المبرم غير شرعي وغير قانوني وستتم محاسبة من وقع عليه، فيما أكد أن نقل العاصمة إلى عدن لا يهدف إلى إعادة التشطير، بل للحفاظ على الوحدة والأمن. في وقت حطت فيه أول طائرة إيرانية في العاصمة اليمنية صنعاء أمس، بعد توقيع اتفاقية بين طهران ومسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين الإيرانية واليمنية رغم المقاطعة الدولية لصنعاء التي يسيطر عليها متمردو جماعة الحوثي، أعلن الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي من عدن التي تحولت بحكم الأمر الواقع إلى عاصمة سياسية للبلاد، أن صنعاء عاصمة محتلة متهما الحوثيين بالانقلاب على الشرعية والحوار. وقال الرئيس اليمني خلال لقائه في عدن بوفد عسكري وسياسي من محافظاتمأرب والبيضاء والجوف في وسط وشمال البلاد، إن ما جرى في صنعاء عملية انقلابية مكتملة الأركان، متهما طهران بدعم الحوثيين، ومعتبرا أن "الاتفاقية مع الطيران الإيراني غير شرعية وغير قانونية وسيتم محاسبة من وقع عليها". ونقل مسؤول إعلامي من محيط الرئيس اليمني أن هادي شدد خلال اللقاء على أن "الخروج من صنعاء إلى عدن ليس لأجل إعادة التشطير (العودة إلى دولتي الشمال والجنوب) كما يزعم البعض بل لأجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن". وأوضحت مصادر من الوفد، أن الوفد الذي ضم أكثر م ن مئة شخصية من سياسيين وعسكريين وشيوخ قبائل وشباب، عبروا للرئيس هادي عن تأييدهم للشرعية والدستورية ووقوفهم إلى جانبه، رافضين الدعوات الطائفية والمذهبية وما يسمى بالإعلان الدستوري من قبل جماعة الحوثي". وأكد الشيخ ناجي الحنيشي سكرتير الحزب الاشتراكي في محافظة مأرب و أحد أفراد الوفد الذي التقى هادي، أن الرئيس اليمني شدد على أنه "يرفض كل ما حصل في العاصمة" واصفا سيطرة الحوثيين على صنعاء بأنه "عملية انقلابية مكتملة الأركان" وهو "سيتصدى للحوثيين". وكانت طائرة تابعة لشركة ماهان إير الإيرانية قد هبطت في مطار صنعاء حاملة فريقا من الهلال الأحمر الإيراني وكميات من الأدوية، بحسبما أفاد مسؤول ملاحي يمني، الذي أفاد بأن دبلوماسيين إيرانيين حضروا لاستقبال الرحلة الأولى بين البلدين منذ سنوات. جاء ذلك في أعقاب الاتفاق الذي وقع في طهران الذي يتضمن تسيير كل من شركة اليمنية للطيران وشركة ماهان إيران 14 رحلة أسبوعيا. من ناحية ثانية، شارك ألوف المحتجين في مسيرات في مدينتي إب وصنعاء أول من أمس للتنديد بحكم الحوثيين للبلاد وتأييدا للرئيس هادي. ورفع المتظاهرون لافتات تعبر في أغلبها عن رفض "الانقلاب"، ورددوا هتافات تطالب "بسقوط حكم الحوثي" وتؤكد دعم الشعب اليمني وتأييده للرئيس هادي وللدولة المدنية.