لم يشفع لحي القلت وجوده متاخما لأرقى الأحياء السكنية بالطائف لكي ينال حظه من الاهتمام ومشاريع التنمية والبنى التحتية، إذ لا يزال يعاني من تجاهل الجهات المختصة لتنفيذ المشاريع التنموية وتطوير البنى التحتية التي تجاوزت الحي إلى أحياء أبعد منه وأصبح سكانه يشكون قلة الخدمات رغم وجوده داخل المحافظة ووقوعه على امتداد ودي وج من الجهة الشمالية. ونظرا لأن القلت من الأحياء التي نشأت عشوائيا في غفلة من الأمانة، أقرت الجهات المختصة تنظيمه وتم تزويده بالكهرباء والهاتف فقط وتجاهل بقية أعمال التطوير وتوسيع الشوارع الداخلية والاعتناء برصفها وإنارتها وتقديم جميع الخدمات من مياه للشرب وتصريف للمياه والعناية بالنظافة العامة. محمد سلمان أحد سكان الحي شرح ل"الوطن" وقال إنه اضطر في وقت سابق إلى شراء أرض يراها مناسبة لوضعه المالي بحي القلت وقام ببناء منزله والسكن فيه رغم النقص الشديد في الخدمات المقدمة في هذا الحي إلا أنه رضي بالضروري منها وهي خدمة الكهرباء التي كانت المطلب الأول لهم. وأضاف أنه في السنوات الأخيرة تزايد عدد السكان وكثرت المنازل والشقق وطالب السكان بعدد من الخدمات ولم تصلهم سوى الكهرباء وبناء مدرسة ابتدائية للبنات وأخرى للبنين مستأجرة ومن بعد ذلك أدخل الهاتف الثابت، بينما غابت الخدمات الأخرى كخدمة المياه والصرف الصحي عن كثير من المنازل الموجودة بالحي الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 3000 نسمة. وقال سعيد المالكي إن شوارع الحي تعاني الإهمال وعدم السفلتة والتصدعات والحفر الكبيرة التي توثر في المركبات، خصوصا في الشارع العام، نتيجة السيول والأمطار التي كونت التشققات والحفر والتصدعات في الطبقة الإسفلتية. وأوضح محمد الحارثي أن الحي يعاني من الإهمال من كل الجهات والكلاب الضالة والسائبة منتشرة وتشكل خطرا على الأطفال وخصوصا في المساء فلا أحد يستطيع المشي في الشوارع الداخلية المظلمة. وأشار إلى أن الأمانة طالبت بتطبيق تنظيم الشوارع على مساكنهم وتقوم بوضع الارتدادات على المواطنين بشكل إجباري وسريع وبقية الخدمات لا تنفذها. وقال إن الأهالي طالبوا الأمانة بعمليات الرش للحشرات ولكنها تكون قليلة ولمناطق محددة ما ساعد على انتشار الذباب والبعوض. وذكر سعد النفيعي أن الحي لا توجد به ساحات أو ملاعب عامة للأطفال أو للشباب وكذلك عدم وجود حدائق عامة للتنزه والترفيه، وطالب الأمانة بإنشاء حدائق عامة بالحي أو ساحات للترفية ولعب الأطفال أو الشباب التي تساعد على شغل وقت الفراغ لديهم. وأشار عايض الجعيد إلى أنه لا يوجد بالحي سوى مدرسة المأمون الابتدائية وهي عبارة عن مبنى مستأجر وأعداد الطلاب فيها كبيرة كما أن المرحلة المتوسطة كذلك والثانوية كانت قريبة من الحي ثم انتقلت في مبنى حكومي جديد ولكن في الحي المجاور، كما أن مدارس البنات يوجد بها مجمع حكومي جديد للابتدائي والمتوسط ولكن القسم الثانوي غير موجود. "الوطن" أجرت اتصالا بالمتحدث الإعلامي لشركة المياه الوطنية بمنطقة مكةالمكرمة إبراهيم خضير ووجهت له تساؤلات حول غياب خدمات المياه والصرف الصحي عن الحي فرفض الرد المباشر ووعد بالرد بعد مخاطبته عبر الإيميل إلا أنه لم يرد رغم مرور 15 يوما على مخاطبته. أما المتحدث الإعلامي بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم فعلق بقوله إن عمليات السفلتة للطريق المؤدي إلى الحي سيعاد تهيئتها من جديد مع الشركة المتعهدة وتحفظ في أجوبته حول بقية الخدمات التي تنقص الحي. وحول الخدمات الصحية للحي، قال المتحدث الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان إن مخطط القلت يعد من المخططات العشوائية ولا توجد به أراض للمرافق الحكومية كبقية المخططات الجديدة والمعتمدة. وأضاف أن إدارة الشؤون الصحية ممثلة في إدارة التخطيط إذا رأت أن الحي يحتاج إلى فتح مركز رعاية صحية أولية ستقوم بذلك مع الأخذ في الاعتبار الكثافة السكانية والبعد بين المراكز الصحية الأخرى، لافتا إلى وجود مركزين صحيين للأحياء القريبة من حي القلت وهما مركز مستحدث بحي السحيلي والثاني بحي الفيصلية الذي تستمر مناوبته إلى الساعة ال12 ليلا.