اكتشاف مواقع الخلل في حي القلت شرق محافظة الطائف لا يحتاج إلى كثير عناء، فالشوارع بلا سفلتة، والأهالي يجأرون بالشكوى من شح المياه المحلاة، ناهيك عن تكدس النفايات والمخلفات أمام المنازل لدرجة تحولت بمرور الوقت إلى هاجس يسبب قلقا للأهالي، في ظل افتقاد مركز صحي يخدم المرضى ويحصن الصغار ضد الأمراض الوبائية. «عكاظ» تجولت في الحي لرصد شكاوى المواطنين حيث أوضح ساعد عبدالله الحارثي أن سكان القلت يعانون من نقص واضح في كثير من الخدمات رغم أنه من الأحياء التي نزح إليها العديد من السكان في ظل التوسع العمراني، فالحي يفتقد إلى السفلتة، فيما تعاني بعض الشوارع من عدم استوائها ما يسبب اضرارا بممتلكات سكانه، مضيفا أن السكان يعانون الأمرين بسبب النقص الشديد في المياه المحلاة التي لا تصل إلى منازلهم، مناشدا الجهات المعنية بضرورة التدخل لاكتشاف مواضع الخلل والقضاء على مشاكل المواطنين، خاصة فيما يخص انتشار النفايات والمخلفات أمام البيوت، فالنظافة في الحي يندى لها الجبين، مندهشا من عدم إيصال أهم عنصر الحياة إلى المنازل، موضحا أن ذلك يربك الكثير من الأسر خاصة في الأوقات الحركة كالساعات المتأخرة أو أيام الأعياد، ما يكلف قرابة 85-250 ريالا شهريا لشراء وايتات الماء في الأوقات العادية، ناهيك عن أوقات الذروة وأثناء الصيف، مؤكدا وصول الماء إلى جميع المنازل في المخططات المجاورة، ما يخفف عن كواهلهم ما نتكبده من خسائر مادية ليست بسيطة. وعلى جانب آخر، طالب هلال حسن الحارثي وزارة الصحة بافتتاح مركز صحي لخدمة سكان الحي نظرا لعدم وجود مركز قريب منهم، حيث يضطر الاهالي إلى قطع مسافات طويلة لإسعاف مرضاهم وإنقاذ حياتهم في الحالات الطارئة بالمستشفيات البعيدة أو في المستوصفات الأهلية غالية التكاليف، فيما يؤكد الحارثي أن وزارة الصحة اعتمدت مركزا صحيا في أحد الأحياء المجاورة لخدمة عدة أحياء، متسائلا عن جدوى ذلك وعدم تماشيه مع رغبة الدولة في إيصال الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية لكل حي على حدة، مناشدا الجهات المعنية بالنظر إلى حي القلت بعين المساواة مع الأحياء الأخرى ليحظى بالخدمات التي تنقصه، لتعود بالنفع على الوطن والمواطن. وأكد محمد العتيبي وأبو فيصل ومحمد الجعيد أن الدولة لم تأل جهدا في إيصال الخدمات لجميع الأحياء والمخططات، حتى وصلت الخدمات إلى جميع القرى والهجر على مستوى المملكة، فأصبح الجميع ينعمون بخيرات الوطن المعطاء، إلا أن أهالي القلت يلاحظون ضعف الجهود التي تقدمها أمانة الطائف في إيصال الخدمات للأحياء، لافتا إلى أنها تحتاج إلى عناية واهتمام أكبر من المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، مع الوضع في الاعتبار أن أهالي الحي يطالبون منذ سنة و8 أشهر بسفلتة الشارع العام الذي أصبح من الشوارع الرئيسية والمهمة في الحي، إلا أن مطالباتهم تذهب سدى -على حد تعبيرهم- بل إن الشارع يئن تحت وطأة الحفريات وعدم السفلتة، فيما لم تحرك الامانة ساكنا بخصوص شارع يعد من أهم شوارع حي القلت في الطائف. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم ان الحي عشوائي، ونشأ في غياب التنظيم، وهناك مشروع متكامل لتطوير المواقع العشوائية في الطائف وبموافقه سامية ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، مؤكدا أنه سيتم دعم كافة المواقع العشوائية بالخدمات اللازمة من أجل راحة المواطنين والوقوف على كل ما من شأنه توفير سبل الحياة الكريمة. مركز صحي مستقل يؤكد الأهالي أن وزارة الصحة اعتمدت مركزا صحيا في أحد الأحياء المجاورة لخدمة الأحياء المتجاورة، إلا أن البعض يرى عدم جدوى ذلك، ويعتبرونه منافيا للرغبة العامة في إيصال الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية لكل حي على حدة، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بالنظر إلى حي القلت بعين المساواة مع الأحياء الأخرى ليحظى بالخدمات على أكمل وجه.