اختتمت مساء أمس فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من 20-21 جمادى الأولى. وأوصى المشاركون في المؤتمر خلال الحفل الختامي الذي رأسه مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان الفوزان، بحضور المستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد السماري ب28 توصية من خلال 18 جلسة استمرت لمدة يومين. وفي بداية الجلسة الختامية رحب الفوزان بالمشاركين والمشاركات في المؤتمر الذي يأتي انعقاده انطلاقاً من أهمية تاريخنا الوطني وإرثنا الحضاري العظيم وحباً وعرفاناً وتقديراً من أبناء المملكة كافة بما حققه وأرساه وقام به الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - من جهود عظيمة في تأسيس هذا الوطن وتوحيده. وقال "بنى الملك عبدالعزيز رحمه الله دولة حديثة بمقاييس العصر وكان إحساسه بالأهمية التاريخية والإسلامية لرعاية هذه الدولة الناشئة للحرمين الشريفين أن وضع من أولوياته خدمة هذين الحرمين وتسخير كل إمكانات الدولة لرعايتهما وخدمتهما وخدمة زوارهما ما أهلها لتخرج عن إطارها المحلي إلى الريادة والقيادة للعالم الإسلامي. وبدوره أشاد السماري خلال كلمته بتنظيم الجامعة لهذا المؤتمر الذي يتناول مسيرة المؤسس التاريخية باهتمام كبير من الباحثين والباحثات محليًا ودوليًا من أجل تناول الأحداث التاريخية في عهده. ثم تلا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عمر العمري توصيات المؤتمر، حيث أوصى المشاركون والمشاركات بتعميم هذه الأبحاث وتوزيعها على الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة، واستمرار الفعاليات العلمية الموجهة للطلاب في جميع أنحاء المملكة من خلال ندوات ومحاضرات وورش عمل لما لها من أثر بناء في دعم الثقافة عن تاريخ المملكة في عهد المؤسس، والعمل على إقامة المؤتمر الثالث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك لما يمثله هذا المؤتمر من قيمة علمية وتاريخية ووطنية واستشرافاً لما يستجد من أبحاث ودراسات ووثائق عن تاريخ المملكة، كما اقترحوا تسليط الضوء على عناية الملك المؤسس بالدعوة إلى توحيد الله تعالى وحثه دائماً على التمسك بكلمة التوحيد والجهاد في سبيلها. وأكد المشاركون على الاهتمام بمنهج المؤسس في نشر ثقافة السلام وما حظي به من منهجية حكيمة مستمدة من تعاليم الإسلام ومن درايته السياسية ومن تميزه في الحوار وأسلوب الإقناع، وتخطيطه لمجموعة من المعاهدات والاتفاقات التي شكلت معالم بارزة في مسار السلم والأمن الدوليين مقدماً بذلك ملامح مدرسة متميزة لبناء سلام عالمي. كما أكدوا على الاهتمام بمنهجه في إضفاء الأمن وبسط العدل والاستقرار في ربوع بلاده، وعقد ندوة علمية تؤكد منهجه الذي جعل المملكة أنموذجاً يحتذى في العدل والأمن والاستقرار والنماء، وتدريس منهجه في بناء الدولة على أسس من القيم الإسلامية الراسخة ضمن تدريس التاريخ الوطني لمختلف مراحل التعليم في المملكة. وأوصى المشاركون بإنشاء مركز بحثي متخصص يهتم بجهوده في تحقيق الأمن العقدي والفكري في المملكة في عهده، وإجراء الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا المجال، ومد جسور التعاون مع المكتبات العالمية لجمع أو تصوير ما يوجد فيها من الآثار الخطية والمطبوعة عن تاريخه خاصة وتاريخ المملكة عامة ومحاولة، وتأسيس مكتبة متخصصة لها. ودعا المشاركون إلى الاستفادة من سيرته وتاريخه في برامج وزارة الثقافة والإعلام ودعوة الأدباء والكتّاب إلى تناولها في موادهم الأدبية وتبيان ما كان يمتلكه من صفاء فطري وقوة حدس تصل إلى حد العبقرية التي أدركها من حاوره وجالسه ومن متابعاته العلمية، وتوجيه دعوة لجمع الوثائق الخطية الخاصة بهذا التاريخ لتأسيس مكتبة وثائقية متخصصة تختص بجمع آثار المؤلفين والكتاب والمؤرخين الذين تناولوا تاريخه وجمعها وتوثيقها وتأسيس المكتبات المتخصصة لها. ودعا المشاركون إلى العناية بالشعر العربي وإبراز قيمته الفنية في دراسة جوانب من شخصية المؤسس من خلال علاقته بالشعر وتشجيع الشعراء. وأوصى المشاركون بتبني التوصيات وتداولها وتشكيل لجنة لمتابعة تفعيلها من خلال الجهات ذات العلاقة والعمل على متابعتها وتقييم آثارها بالأساليب المتبعة في التقويم، كما طلب المشاركون من مدير الجامعة رفع برقيات شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله .