رداً على فشل جلسة المفاوضات بين فرقاء جنوب السودان التي اختتمت أول من أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعت لجنة الاتحاد الأفريقي للتحقيق في الدولة الوليدة إلى استبعاد زعيمي الحزبين المتصارعين على الحكم، الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، خلال الفترة الانتقالية القادمة. كما أوصت اللجنة بوضع دولة الجنوب تحت إشراف مجموعة من المراقبين مكونة من ثلاث شخصيات ينتدبها الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريم ديسيلين، قد أعلن أول من أمس أن الأطراف المتنازعة فشلت في التوصل إلى اتفاق ينهي نزاعا مستمرا منذ 15 شهرا. وجاء في بيان أن رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم التمرد رياك مشار فشلا في الالتزام بالمهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق سلام عند منتصف ليل الخميس. وأضاف أن محادثات إضافية الجمعة "لم ينتج عنها أي خرق مهم". من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "إحباطه العميق" لفشل محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة. وعقب فشل المفاوضات، توقع مراقبون أنه لن يمضي وقت طويل قبل تجدد المواجهات العسكرية بين الطرفين. وسيجري رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام اتصالات مع نظرائه في "دول الإيجاد" لبحث الموقف واتخاذ قرار جماعي فيما يتعلق بالترتيبات التي يجب أن تتخذ لضمان عودة الاستقرار والسلام في جنوب السودان. من جهة أخرى، تعكف الأممالمتحدة على إعداد خارطة طريق تهدف إلى تقليص بعثتها المشتركة مع الاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور، ونقل بعض مهامها إلى فريق تحت إشراف المنظمة الدولية وحدها. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير قدمه في وقت متأخر أول من أمس إلى مجلس الأمن الدولي إن خارطة الطريق التي ستحدد إستراتيجية لخروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، ستكون جاهزة في غضون الأسابيع القادمة. وجاء في التقرير أن "نقل المهام سيُنفذ بطريقة إستراتيجية وعملية". وقد دعت الخرطوم مرارا إلى سحب قوة يوناميد التي يبلغ قوامها 15 ألف جندي، بعد أن طلبت الدخول إلى قرية تابت للتحقق من مزاعم عن قيام القوات المسلحة السودانية باغتصاب نساء وفتيات في أواخر العام الماضي. وسيبحث مجلس الأمن مستقبل يوناميد الأسبوع المقبل، عندما يزور موفدون منه مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، في إطار جولة تشمل أيضا جمهورية أفريقيا الوسطى وبوروندي. وسيعقد المجلس اجتماعا بشأن قوة يوناميد في نيويورك في 17 مارس المقبل. وعقدت الأممالمتحدة جولة أولى من المباحثات مع المسؤولين السودانيين بشأن مستقبل هذه القوة في 19 فبراير الماضي، وستعقد مزيدا من اللقاءات خلال الشهر الجاري. وقد واجهت هذه القوة منذ نشرها في 2007 مشاكل تمثلت في تركيبة قيادتها المزدوجة التي تكفل للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي كليهما إدارة العمليات هناك.