يواصل الناقد الكاتب حسين بافقيه دأبه البحثي وأصدر أخيرا عن دار المؤلف ببيروت كتاب "ضحك كالبكاء" يوثق عبر صفحاته ال175 لنشأة وحكاية ظاهرة الشعر الحلمنتيشي في العالم العربي، ونشأته في المملكة، محيلا عبر دراسة تعمقت في قراءة الظاهرة تاريخيا وسسيولوجيا، إلى الشاعر أحمد قنديل أشهر من كتب هذا اللون في السعودية. وبرر بافقيه في مقدمة الكتاب إحالته لقنديل بقوله "أعيد أسباب اتصالي بالثقافة والأدب والمعرفة إلى حبي ل«قناديل» أحمد قنديل، وربما كانت سبيلي مختلفة عما أنا عليه الآن، لولا أن تأذن الله أن أعرف في أعوام النشأة الأولى شعر أحمد قنديل، هذا الذي عرف بالشعر «الحلمنتيشي»، حتى صح في ظني أن هذه التسمية إنما هي تسمية حجازية، قبل أن أعرف بعد ذلك بزمن طويل أن هذه التسمية مصرية خالصة، وأن شاعرنا إنما اقتفى فيها أثر الشاعر المصري حسين شفيق المصري مبتدع هذا الضرب من الشعر، وصاحب هذا المصطلح العجيب الغريب «الشعر الحلمنتيشي»!، ووفاء لذكرى أحمد قنديل، ولتلك النشأة الأولى التي عرفت فيها معالم الثقافة، وضعت هذه الدراسة، فهي ألصق بتاريخ عزيز عشته، وأحسب أن فيها توثيقا لجزء من تاريخ الأدب والثقافة في هذا الجزء من بلادنا ومن وطننا العربي، به تكتمل حلقة الشعر الساخر (الحلمنتيشي) الذي ولد في مصر، وربما لا يعرف جمهرة كبيرة من القراء والمثقفين العرب، أن الحجاز كان مركزا مهما من مراكزه، قبل أن يذيع في غير ناحية من نواحي المملكة". ويرصد بافقيه في كتابه الذي أهداه لأخته "إلى إحسان شقيقتي ومعلمتي"، أشهر من كتب هذا اللون في المملكة ومنهم حسن صيرفي وغازي القصيبي، وازدهاره حاليا في الأحساء والمنطقة الشرقية ومن أبرز رموزه حسن السبع وناجي الحرز، وفي المنطقة الوسطى عبدالله السميري، طبقا للكتاب.