حين نتأمل فن (الرباعيات الشعرية) ذات الأبيات القليلة والخبرة الإبداعية الطويلة وما تحمله من تجربة إنسانية وخبرة عالية في ممارسة الشعر، نجد أنها تحتل جملة من الانفعالات النفسية والعاطفية المتدفقة، واللغة الباذخة والصور الحية فتبرز مقدرة الشاعر على إخراج ما تجيش به نفسه فتنصاع له قريحته وهذا لا يتأتى إلا لؤلي العزم من الشعراء المطبوعين الذين باتت قرائحهم رهن إشارة منهم. والأمثلة على هؤلاء الشعراء كثيرة أذكر منهم محمد حسن فقي ومحمد سعيد العامودي وأحمد قنديل وحسن عبدالله القرشي ومحمد علي مغربي وأحمد سالم باعطب الذين أفرد كل منهم ديواناً لرباعياته. * لكن المتأمل للحركة الشعرية اليوم يرى أن هذا الفن (الرباعيات) قد أدركه النسيان فغدا أقرب إلى الاندثار أو كاد على الرغم من ظهور كوكبة من الشعراء ممن يكتبون القصيدة الخليلية باقتدار ومهارة فإلى ماذا تعود هذه الفرقة بين الشاعر وهذا الفن الراقي من فنون الشعر العربي الحديث؟ وثقافة الخميس تطرح هذا المحور على كوكبة من أبرز شعراء القصيدة الكلاسيكية الجديدة لتصل إلى هذا الآراء. - بداية أوضح الشاعر المعروف الأستاذ أحمد يحيى بهكلي عن رؤيته لهذا الفن الشعري قائلاً: الرباعيات والخمسيات والسداسيات أنماط من المقطعات الشعرية ينظمها الشعراء بقصد أو بدون قصد لأنهم يشعرون بتمام ما يريدون قوله فيها، وقد وردت تسميته في كتب النقد بالمقطعات وقد انتشرت في عهود الصناعة الشعرية ثم في بداية انتشار الصحافة حيث رغب أصحاب الصحف في حضور الشعر وأعلام الشعراء بشكل يومي لأغراض تسويقية للصحيفة أو تكريمية للشاعر، والشاعر الجيد يصعب عليه إنتاج قصيدة كل يوم، فيلجأ إلى المقطعات الشعرية لتحقيق هدف الصحيفة من جهة ولإثبات حضوره اليومي من جهة أخرى. توفيق: ظل الشاعر الفقي ينشر رباعياته في الصحف لسنوات طويلة ولئن أمكن ذلك لدى شعراء كبار كانوا أشبه بالمتفرغين وحالتهم المادية ميسورة، فإن ذلك قد تعذر على شعراء آخرين وخصوصاً الشباب لأسباب عدة منها: انشغالهم بوظائفهم وأعمالهم التي يرتزقون منها وتستهلك جل وقتهم وجهدهم مما لا يترك لهم وقتاً كافياً لنظم الشعر بهذه الطريقة المنتظمة ومن ذلك اتجاه كثير من الشعراء إلى الشكل التفعيلي الذي ليس فيه أبيات بمفهومها التقليدي. ومن ذلك عدم اقبال الشعراء المعاصرين على موضوع الحكمة والوصف والغزل وغيرها من الموضوعات التي شاعت لدى شعراء المقطعات والرباعيات وما شبهها، ومن ذلك نفورهم من التصنع وشعورهم بأن الشعر تجيش به النفس ولا يفصل كالثياب. في حين يرى الشاع الأستاذ يحيى توفيق أن هذه المقطعات (الرباعيات) كانت سائدة في صحيفة البلاد وصحيفة المدينة وغيرها من الصحف وكانت تنشر في ركن الصفحة الأخيرة وكان من أبرزهم الشاعر الكبير محمد حسن فقي واستمر ينشر رباعياته ردحاً من الزمن، وهذا الفن الشعري من أصعب فنون الشعر بل أصعب من كتابة قصيدة طويلة لأن الشاعر يقدم في أربعة أبيات موضوعاً عميقاً يختزل فيه كل الفكرة المراد تقديمها، وقد كتبت الرباعيات منذ زمن بعيد ونشرت كثيراً منه في الصحف المحلية إلا إنني لم أفرد له ديواناً خاصاً. وإذا استعنا برأي الشاعرة الدكتور خديجة عبدالله الصبان فإننا سنضيف إلى ذلك رؤيتها النقدية والأكاديمية فهي ترى: الحديث عن أسباب كون فن الرباعيات يشارف على الاندثار أو يكاد، يستدعي - من وجهة نظري - وقفة عند ثلاث مسائل تتعلق بهذا اللون من ألوان الفن الشعري؛ إذ الوقوف عندها قد يلقي الضوء على بعضٍ من أسباب الحال التي وصل إليها. المسألة الأولى: تتعلق بانتساب هذا اللون من الشعر، حيث نجد كثيرًا من الباحثين يذهبون إلى أنَّ الرباعيات تعدُّ شكلا فارسياً أصيلًا، بمعنى أن الفرس لم يقتبسونها عن العرب كما اقتبسوا القصيدة مثلا. وبسبب ذلك تكثر الرباعيات في أدبهم وتندر في الأدب العربي القديم. ومِمّا يدعم هذا الرأي، إطلاق الشعراء الفرس لفظ (دُوبيت)، وهو يعني بالفارسية اثنين، أيْ بيتين من الشعر على كل شطرين (أيْ بيت من الشعر) في الرباعية. وذلك يعني أنَّ الرباعيات في الأصل ليست أربعة أبيات، بل أربعة أشطر، كل شطر منها يُعدُ بيتًا. وقد شاع هذا الاسم وانتقل الى العربية. ويدعم صحة هذه النسبة أيضًا، ما قيل من أنّ مدينة النجف الأشرف تعدُّ من أكثر المدن العربية نظمًا للرباعيات في العصر الحديث. والمسألة الثانية: تتعلق ببدايات ظهور الرباعيات في الشعر الفارسي ثمَّ انتشاره. فقد ذهب عدد من الباحثين إلى أنَّ هذا اللون الشعري عُرف في الشعر الفارسي منذ أواخر القرن الثالث الهجري، لكنه لم يكتسب الشهرة والانتشارإلا في اواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الهجريين، على يد الشاعر الفارسي عمر الخيام، في رباعياته الشهيرة، التي ترجمت الى معظم لغات العالم المعروف. وأمَّا فيما يتعلّق بالرباعيات في العصر الحديث، فقد ذهب الباحثون إلى أنَّ وجودها يمتد من النصف الثاني من القرن التاسع عشر والى يومنا هذا. لكنَّ التسمية قد تغيّرتْ، فأصبحت الرباعية عند شعراء المهجر، تسمّى المقطوعة، وأظنَّ أنَّ ذلك راجع إلى التغيير في عدد أبياتها، حيث أصبحت تزيد على عدد أبيات ال (دُوبيت). ويقال أنَّ أوَّل من نظم قصيدة من ذلك اللون بين المهجريِّين، جبران خليل جبران. المسألة الثالثة: أنّ للرباعيَّة - كما نعلم - مظهرين :فهي إمَّا أنْ تأتي مقطوعة مستقلة قائمة بذاتها، كماهو حال رباعيات الشاعر محمد حسن فقي، وإمّا أنْ تأتي وحدة في قصيدة تتألَّف من عدد من الرباعيَّات. والنوع الأخير هو الأكثر استعمالًا لدى الشعراء. جدع: فن الرباعيات لا يجيده غير القادرين على إبراز المعنى الكامل في قالب مختصر لكنّ النّوع الأوّل هو الذي صار يستأثر بالانتباه عندما يذكر اسم الرباعيات. وفي ضوء ما سبق تؤكد الدكتورة خديجة الصبان رؤيتها وتقول: أولاً: إنَّ الشعر العمودِّي بعامَّة - وكما هو ثابت ومستقرٌّ - قد تمّتْ مدافعته مدافعةً شديدة، فأزاحته عن مكانته العتيدة، قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة؛ بسيطرتهما على مساحة كبيرة من الساحة التي كان يصول فيها ويجول وحده. ومنطق الأشياء يُخبر، أنَّ مكانة الرباعيات، ستكون أشدَّ تأثُّرًا بالوضع الحادث؛ إذ هي لا تمثّل إلاّ شكلاً واحدًا من أشكال الشعر العمودي، بالإضافة إلى قلّتها بالقياس إلى بقيَّته، والسبب في ذلك - من وجهة نظري - أصولها التاريخية القديمة. ثانيًا: قد يكون استأثار الرباعيات التي تأتي مقطوعة مستقلة بذاتها بالانتباه دون الأخرى (التي تأتي وحدة في قصيدة)، سببًا في مضاعفة شعورنا بصيرورة ما يُطلق عليه الرباعيات، نادرًا. ولابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ تصفُّح المواقع الأدبية على الشاشة العنكبوتية، يمدُّنا بزخّات تفاؤلية، حيث تطالعنا كثيرٌ من المقطوعات الرباعية المستقلة لكثير من الشعراء الشباب، إلّا أنَّ عدم نشرها في الصحافة الورقيَّة أضعف حضورها عند مَن تحتلُّ مطالعة الصحافة الورقية عندهم المنزلة الأولى. ولا بدّ من الإشارة هنا إنّ الرباعيات ما زالت تحتفظ بحضور قويٍّ عند شعراء العاميّة، والمصريين منهم على وجه الخصوص. وإلى رؤية نقدية أخرى تقدمها الشاعرة الدكتورة إنصاف علي بخاري حول هذه القضية فتتحدث قائلة: الرباعيات نمط عرفه الشعر العربي مستوياً مؤثراً وفي تصويري أنه دفقة شعورية مشحونة بالجمال فلا تكاد تنتهي حتى يتنفس المتلقي ملء رئتيه إعجاباً وحتى يبتسم بوسع شدقيه طربا وإكباراً. ولهذا النمط أساطينه الذين عُرفوا به منذ القديم وفي أدبنا السعودي كذلك من الأسماء التي أفضلْت بها وسواها... ولا تزال أبياته مكتوبة مقروءة ولكن ينقصها التداول وعناية الصحافة بها . أما عن سبب شيوع الرباعيات في الأجيال الأولى للشعر العربي ففي تصويري هو ارتباطها بالصحافة وحرص محرري الصحف على افتتاح الصحف أو ختامها وكذلك الملاحق الثقافية فيها برباعيات لقامات شعرية لا يملك المتلقي إلا أن يحفرها في ذاكرته لا أن يُمرر عليها عينه فقط. أما الآن فالدور الرئيسي للشعر برمته في حياتنا قد تراجع، لم تعد القصيدة محل الاهتمام السابق ولم يعد للشعر ولا للشاعر ذلك الوهم أو تلك الرعاية والعناية التي تحفل به وتحيطه وتتولاه من كل جانب، على العكس غدا الأسلم للمبدع الشاعر ألا يهتم إلا بنفسه فيكون هو المرسل والمستقبل، يعده متنفسا لراحته ليس للجمهور في مدرجاته حساب أضف إلى ذلك أن القصيدة العمودية كلها تجابه بالنكران والرفض إلا لدى القلة القليلة فأحرى بالرباعيات والخماسيات والسداسيات أن تتبع ذلك الحكم وينالها من غبنه ما ينالها وما أراه هو أن يكون الدور في رجوع الرباعيات وتحليق القصيدة وسمو الشعر للإعلام وللإعلام وحده بكل قنواته وكافة وسائله، فنحن في زمن ما يشاؤه (الإعلام) يكون، فلتنظروا في الصحافة فقط فضلاً عن غيرها من القنوات كيف كانت تجل الرباعيات؟! وكيف كانت تقدمها لنا وجبة صباحية مغرية.. ووجبة أسبوعية مثمرة لا نملك إلا أن ننتظرها وننتظر جديدها بشوق ولهفة. أما الشاعر الدكتور عبدالإله محمد جدع فيطالب بالاحتفاء بالشعر والشعراء حتى يعود فن الرباعيات وذكر أيضاً: فن الرباعيات من أنماط الشعر البديعة التي اشتهر بها الأدب القديم وتدل على جماليات اللغة العربية وشمولها وفصاحة الشعر وقدرات توظيفه ومنها رباعيات الخيام ذلك الشاعر الفيلسوف الفارسي الكبير الذي اتكأ فيها على المتعة الحسيّة ومخاطبة الغرائز، كما طرق الشاعر المهجري الكبير إليا أبو ماضي فن الرباعيات في معرض حرصه على التطوير لفن الموشحات الأندلسية لكنه لم يهتم بالجانب الغنائي وأصبغ عليه بعداً فلسفياً كما عنى بالكتابة بشطرة واحدة للسهولة وكسر الملل.. وكانت رائعة الطلاسم التي تنتهي كل رباعياتها بلفظة (لست أدري) من روائعه الرباعية الجميلة، وكتبها صلاح جاهين في مصر وبرعت فيها في وطننا الأسماء التي ذكرتها في سؤالك بالإضافة إلى الشاعر الكبير الصديق يحيى توفيق حسن.. وفن الرباعيات في الشعر له ذائقة خاصة ومهارة لا يجيدها غير القادرين على إبراز المعنى المتكامل للفكرة وضغطها في قالب مختصر يداعب شغاف قلب المتلقى دونما حاجة للإسهاب لذلك ليس من السهل امتطاء كل شاعر لجواد نظم ذلك الفن والإبحار في سفينه..، أما سؤالك فإنه ينكأ الجراح يا أخي لأن الزمن غير الزمن (والملاعب غير الملاعب) تلك الأيام الخوالي التي وجد فيها أولئك النفر من المبدعين أرضاً خصبة للنشر والإبداع حينما كان يُحتفى بالشعر الرصين العمودي الهادف وتخصص له المساحات وتفسح له الطرقات..، أما اليوم فإن المساحة في إعلامنا قد ضاقت بالشعر رغم اتساعها لكل الفنون والطرب والرياضة على وجه الخصوص ولا نعيب عليها ذلك لأنها تساير الزمن وتلبي احتياجات القراء..غير أنها ضيّقت الواسع على الشعر الجميل، وحتى يعود فن الرباعيات الرائد لا بد من الاحتفاء قبلاً بالشعر والشعراء وإغرائهم بنشر نتاجهم في مساحات وصفحات ومواقع تليق بفنهم الرفيع المتميز. من جانب آخر يطرح الشاعر جاسم عساكر ما يراه برؤية فلسفية فيقول: أعتقد أن أحد أهم الأسباب التي دعت الشعراء من جيل اليوم، إلى أن لا يكونوا على تماس مباشر ومكثف مع كتابة (الرباعيات الشعرية) هو انفصالهم عن حالة التأمل الكوني والتماهي مع الماوراء والقلق الوجودي والذوبان الصوفي مع المعشوق، بالإضافة إلى ما تختزله أوقاتهم من رصيد ضخم من الأحداث المتلاحقة والقضايا العامة الطارئة والمستجدة على الحياة والتي انشغلت بها الذاكرة الشعبية والشعرية على حد سواء نائية بها عن قضايا الذات الخاصة المولدة للشعر ذي الصبغة التأملية من مظاهر حداثية تقنية آلية وقضايا وهموم خارجية أصبحت بمثابة الشأن اليومي ولا صلة لها بالعمق (إلا ما ظهر)، بينما إحدى أهم السمات التي يتمتع بها هذا الفن الشعري الرائع هي محاولة التجلي والكشف عن جوهرة الذات المضيعة في هذا الزمن الضائع ومحاولة الاقتراب من اليقينية والخلاص من سجون المادة والطين والانفلات من قيود الشك والارتباك التي تكبل الروح الشاعرة، وذلك عبر المجاز المكثف، والإيقاع الموسيقي الواحد، والانسياب اللفظي المرن، وهذا ما لم يتأتَ للنسبة الكبرى من التفكير الجمعي السائد، مما أضعف قوة دوران هذا الفلك الشعري حول محور التجارب الشعرية بوجه عام. ولا يعني ذلك غياباً تاماً لوجود (الرباعية)، إذ مازلنا نلحظها قائمةً حتى على هيئة دواوين شعرية كاملة لدى فئة من الشعراء غلبت عليهم سمة الحكمة والوعظ، بحكم ما تختزله حياتهم من تجارب أو ما يتمتعون به من حصيلة فكرية تثري مواهبهم بالتساؤلات وترمي بهم في بيداء الحيرة الشاسعة، أو بحكم رحيق العاطفة المتصبب وجدانياً من شوق وحرمان وانتظار وألم وأمل، مما يستفزهم لإطلاق حمائم التعبير في فضاء الرباعيات التي تتيح لهم التنقل خلالها من أفق إلى آخر ومن فكرة إلى أخرى مغايرة تماماً دون خلل في السير، وذلك عبر الرؤى والدلالات والإيحاءات بسهولة ويسر واختصار. أما الشاعر الأستاذ محمد أحمد المشاط من الشعراء الذين مارسوا كتابة هذا الفن بجدارة وقد عانى منه لأنه يجهد الشعراء لذلك يكون رأيه نابعاً من شاعر متمرس في كتابة الرباعيات فهو يقول: الرباعيات والخماسيات من فنون الشعر العربي الفصيح والشعبي. كما أن هناك ثلاثيات وثنائيات ولكن النوعين الأولين هما الأشهران. وقد احتفى بهذا الفن من الشعر في الصحافة العربية والصحافة السعودية على وجه الخصوص بشكل كبير، لأن بداية الصحافة عندنا كانت بداية أدبية لا بداية خبرية. كانت الصحافة حينها هي مجال النشر السريع الوحيد المتاح في المجتمع لكي يستخدمه الشاعر والأديب من جهة وليتابع القارئ والمفتون بالأدب من الجهة الأخرى. ولأن الصحافة لا تسمح بالإفاضة والإسهاب وتركيبتها تنحو نحو السرعة وعدم التعقيد والتأجيل، فقد ساعد ذلك في ازدهار الرباعيات والخماسيات في صحافتنا. لذا اهتمت صحافتنا باجتذاب الشعراء الكبار ليكونوا شعراءها الحصريين. فرأينا على سبيل المثال الشاعر الكبير محمد حسن فقي في جريدة المدينة الغراء يكتب رباعياته بشكل يومي في صفحتها الأخيرة لسنوات عديدات. وقد مارس هذا الفن الشعري شعراء كبار آخرون كالشاعر أحمد قنديل والشاعر حسن عبد الله القرشي والشاعر يحيى توفيق وغيرهم. ولا يخفى أن ما يجعل هذا الفن صعباً هو اختصار الفكرة والرأي في أربعة أو خمسة أبيات، ما يفرض على شاعرة التكثيف وايصال الفكرة في أقل عدد ممكن من الكلمات. ولقد مارست هذا الفن برباعيات يومية في جريد البلاد الغراء على مدى ثلاث سنوات ثم عدت بخماسيات أسبوعية في ملحق الأربعاء الثقافي بجريدة المدينة الغراء. ولذلك أقول على يقين بأنه "لا يعرف الشوق إلا من يكابده". ولعله من اللافت والجدير بالقول بأن فن الرباعيات والخماسيات الشعري لا يقتصر على العرب وحدهم بل هو فن إنساني نراه بارزاً في ثقافات ولغات شعوب كثيرة. أحمد بهكلي يحيى توفيق محمد المشاط جاسم عساكر