في تطور لافت لقضية وفاة الفتاة الجزائرية "صارة بنويس" في العاصمة المقدسة، إثر سقوطها على سطح أحد الفنادق في ظروف غامضة، طالبت أمس هيئة التحقيق والادعاء العام، إدارة الطب الشرعي بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة بتشريح جثمان المتوفاة. وقد جاء هذا التحرك، على إثر اعتراف المتهم الرئيس بالقضية، خلال التحقيق معه أنه كان على علاقة بالفتاة، وأنه كان مختليا بها في غرفة في الدور السادس عشر من الفندق، وأنهما تناولا طعام العشاء معاً. كما أكدت ذلك أيضاً، أقوال الوافد الآخر الذي عثر على الفتاة والوافد الذي اختلى بها (المتهم الرئيس بالقضية) في الغرفة، حيث جاءت أقواله متطابقة مع اعترافات المتهم الرئيس. ومن جهته، قال مدير الطب الشرعي بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور عبدالعزيز مليباري إن فريق الطب الشرعي سيقوم اليوم بتشريح جثمان الفتاة الجزائرية بناء على طلب هيئة التحقيق والادعاء العام. موضحاً أنه سيتم أخذ عينات من الكبد والطحال والرحم وأجزاء أخرى متفرقة من كافة أطراف الجسم لتحديد مواقع الإصابة التي لحقت بالفتاة من أجل الوقوف على أسباب الوفاة. واشار الدكتور مليباري إلى أن الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة في بداية التحقيقات ومثل إلى مسرح السقوط، كشف أن الفتاة تعاني من عدة كسور في العمود الفقري وفي كاحل القدم. وأشار الدكتور المليباري في تصريح إلى "الوطن" أن العينات التي سيتم أخذها سترسل الى المختبرات المتخصصة لتحليلها وإظهار النتائج خلال ثلاثة أسابيع على الأرجح. وكان فريق من الطب الشرعي عاين أمس من الخارج جثة الفتاة في ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فيصل، وطلب من منسوبي المستشفى إخراج الجثة من الثلاجة ووضعها في محيط أقل تبريدا من ثلاجة الموتى ليتم تشريحها وأخذ عينات منها صباح اليوم. من جهة أخرى سلمت هيئة التحقيق والادعاء العام الوافدين الآسيويين لشعبة البحث والتحري للتحقيق معهما عن الوافدين الآخرين اللذين كانا معهما عند سقوط الفتاة وهربا ساعة مباشرة الجهات الأمنية التحقيق، وتواريا عن الأنظار، حتى تتمكن هيئة التحقيق من مطابقة أقوالهما مع الوافدين الآخرين اللذين سيتم إطلاق سراحهما لعدم علاقتهما بالقضية. وعلمت "الوطن" أن البحث الجنائي تمكن من الوصول إلى أحد الوافدين الآسيويين الهاربين وسلم لمركز شرطة القرارة تمهيدا لإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ويتوقع أن يتم اليوم مطابقة أقواله مع بني جلدته. من ناحية ثانية شكلت هيئة التحقيق والادعاء العام لجنة من دائرتي النفس والعرض والأخلاق لتتولى التحقيق في كامل الملابسات بعد أن تأكد للجنة ومن خلال القرائن واعتراف الوافدين اليمنيين لدى التحقيق وجود خلوة غير شرعية بين الفتاة والوافد اليمني الموقوف على ذمة القضية. وتسعى لجنة التحقيق إلى معرفة الأسباب التي دفعت الفتاة إلى النزول من السطح خاصة وأن قرائن التحقيق ترجح عدم قيام الوافدين برميها أو محاولة دفعها بالقوة من السطح، لا سيما وأن وزن الفتاة يزيد على سبعين كيلوجراما، والوافدين أقل وزنا، إضافة إلى أن الفتاة وباعتراف والدها تجيد الدفاع عن النفس ولا يستطيع شخصان السيطرة عليها. وعلمت "الوطن" من مصادر موثوقة أن الوافد اعترف عند التحقيق معه أنه كان على علاقة بالفتاة، وكان مختليا بها في غرفة في الدور السادس عشر من الفندق وتناولا طعام العشاء معاً. كما علمت "الوطن" أن العشاء كان عبارة عن وجبة (بروست)، كما أنه دار بينهما حديث رومانسي خلال تناول الطعام، وقد عثرت الجهات الأمنية على بقايا وجبة العشاء في الغرفة التي كان يختلي فيها الوافد بالفتاة الجزائرية المتوفاة. وأشارت المصادر إلى أن الوافد الآخر الذي عثر على الفتاة والوافد الذي اختلى بها (المتهم الرئيس بالقضية) في غرفة بالدور السادس عشر في الفندق مسرح الجريمة، جاءت أقواله متطابقة مع اعترافات المتهم الرئيس، وأدلى بشهادته لدى الجهات المعنية بالتحقيق. مؤكدا أنه وجدهما يتناولان طعام العشاء معاً، كما جاءت أقوال مدير الفندق مطابقة لأقوال الوافدين اللذين تم التحقيق معهما، مما يشير إلى أن الفتاة كانت في خلوة مع الوافد دون إكراه أو إجبار من أحد، مما ينفي فرضية الاغتصاب.