في ليلة كان قمرها المبدعون من طالبات وطلاب المملكة المشاركين في تصفيات أولمبياد إبداع 2015، ضمن مكونات المهرجان السعودي للعلوم والإبداع، ونجومها جمهور عريض من أسر الطلبة ومسؤولي التعليم وجهات مختلفة حكومية وخاصة، بدأ الحفل الختامي للمهرجان مساء أول من أمس في جامعة الأميرة نورة بالرياض، فيما كانت العيون مشدودة إلى شاشة العرض التي كانت تعرض صورا للملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله، والآذان مصغية لقصيدة "فارس الأمجاد" لأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. وكانت فعاليات المهرجان بدأت في الثالث من فبراير الجاري داخل مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، ورعى الحفل نائب وزير التعليم المكلف الدكتور حمد آل الشيخ. وتوج آل الشيخ 72 مشروعا لطلاب وطالبات المملكة الفائزين والفائزات بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2015" في مساري البحث العلمي والابتكار، والفائزين بالجوائز الخاصة المقدمة من سبع جهات. وألقى المدير العام لمهرجان العلوم الدكتور حمدان المحمد كلمة قال فيها إن المهرجان بما احتواه من ابتكارات وإبداعات ومحاضرات لنخبة من الخبراء العرب والأجانب، وفعاليات وورش عمل، أضفى البهجة وأسعد الجميع بهذه المشاريع، التي كرست في عقول الأجيال الشابة حب المعرفة، في زمن تعيش فيه المملكة نهضة تنموية شاملة، يتلمس فيها الجميع أشعة الثقة من حكمة ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتشق طريقها للمستقبل من توجيهاته الكريمة، بفتح منافذ الفكر والإبداع لأبناء وبنات هذا الوطن المعطاء. وأكد الدكتور المحمد إن المهرجان نتاج جهد مشترك وشراكة فاعلة بين أربعة جهات رائدة هي، مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ووزارة التعليم، وشركة أرامكو السعودية، وشركة "سابك"، التي عقدوا العزم على أن تكون شراكتهم في صالح نمو ونهضة الوطن ورقي ورفاهية الإنسان السعودي. وأضاف أن المهرجان احتوى ثلاثة مكونات رئيسة هي، الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2015" الذي شارك فيه 762 طالبا وطالبة قدموا 605 مشاريع في 17 مجالا علميا، من بين أكثر من 116 ألف طالب وطالبة خاضوا مراحل الأولمبياد المختلفة، بنسبة زيادة بلغت 50% مقارنة بالعام الماضي. وأوضح المحمد أن فعالية "إبهار العلوم" المكون الثاني للمهرجان، أضفت إثارة ومتعة وفائدة لزوار المهرجان ومرتاديه، من خلال مشاركة جهات محلية ودولية بفعاليات وعروض علمية مشوقة ومبهرة، استفاد منها عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، مبينا أن "ملتقى ومضات" المكون الثالث، أثرى المهرجان بعلم ومعرفة وخبرات، مجموعة من أبرز الخبراء العرب والأجانب، في مجالات الموهبة والإبداع والعلوم واستشراف المستقبل. وبين المدير العام للمهرجان أن الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان الذي يقدر ب176 ألف زائر، يدل على وعي المجتمع بأهمية العلوم والمعرفة، وسعيه الحثيث للتطور والتقدم المرتكز على رأس المال الفكري المبدع والخلاق، ودعمه لنشر ثقافة ومناخ الموهبة والإبداع والابتكار، وإسهامه في تهيئة البيئة الداعمة والمحفزة، لاحتضان الموهوبين والمبدعين في ربوع الوطن، دعما لتوجهات المملكة للتحول لمجتمع المعرفة. إلى ذلك، قال عدد من الطلبة الفائزين إلى "الوطن" إنهم سيعملون لتحقيق النجاح والتقدم لمملكتنا الغالية، وقبل ذلك الوفاء للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز –رحمة الله- الذي أمر بتأسيس "موهبة"، مستذكرين ما قال في كلمة ألقاها عشية الإعلان عن المؤسسة التي اختار اسمها بنفسه "إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعا أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا، ليشتد عوده صلبا، وتورق أغصانه ظلا، يستظل به- بعد الله- لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه، في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن".