شنت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني أمس غارات على مواقع لتنظيم "داعش" تعد الأولى من نوعها منذ مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، تأكيدا على الرد القاسي ومواجهة المتطرفين. وفيما أعلنت لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني أن لندن قادرة وعليها أن تلعب دورا أكبر داخل الائتلاف الدولي لمحاربة التنظيم، رأت عدم أهمية نشر قوات قتالية على الأرض، في حين أعلن الجيش التركي القبض على إرهابي يعتقد أنه ينتمي إلى تنظيم "داعش" في مدينة غازي عنتاب، ليرتفع عدد من يشتبه أنهم متشددون واعتقلوا هذا الأسبوع إلى خمسة. إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن نجاح التحالف الدولي في إرغام تنظيم "داعش" على التراجع في العراق "بطيء جدا" ، مشيرا إلى أن بلاده تقوم بعملها بشكل يزداد كثافة. في المقابل، دعا مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض دول الجوار العربية إلى مواجهة الفكر التكفيري كجزء من متطلبات محاربة الإرهاب وضمان استقرار أمن المنطقة. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "إن تجفيف منابع الإرهاب عبر مواجهة الأفكار المتطرفة بتعاون عربي مشترك بمنع إصدار الفتاوى التي تحرض على قتل الأبرياء يعد عاملا مهما للحد من نشاط الجماعات المسلحة، وضمان استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة". في تأكيد على ما أعلنته الأردن أول من أمس، بأنها سترد بقسوة على الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم "داعش" بقتله الطيار معاذ الكساسبة، أغارت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني أمس على مواقع للتنظيم في سورية، وقال مصدر حكومي مسؤول إن الطائرات عادت إلى قواعدها سالمة بعد تنفيذ مهماتها، لافتا إلى أن الجيش سيصدر لاحقا تفاصيل عن الهجمات الجوية. وبث التلفزيون الرسمي خبرا عاجلا مفاده أن "مقاتلات سلاح الجو الملكي عادت بعد تنفيذ مهمتها بضرب أوكار تنظيم "داعش" الإرهابي وهي تحلق الآن في سماء عمان والكرك"، فيما حلقت الطائرات فوق بيت عزاء الطيار معاذ الكساسبة الذي قتله التنظيم حرقا، في مسقط رأسه في الكرك جنوبعمان، في حين كان الملك عبدالله الثاني يقدم العزاء لذويه. وكان ملك الأردن قد توعد خلال اجتماع أمني أول من أمس، تنظيم "داعش" بِردٍ قاسٍ، مؤكدا أن دم الطيار "لن يضيع هدرا". وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني في تصريحات صحفية، إن الملك عبدالله الثاني أبدى خلال الاجتماع ارتياحه لما تقوم به أجهزة الدولة الرسمية على خلفية إعدام تنظيم "داعش" للطيار الكساسبة، لافتا إلى أنه كان هناك شرح مفصل للملك حول التفاصيل التي اتخذتها أجهزة الدولة، والخطوات التي سيتم التعامل معها على خلفية مقتل الطيار معاذ. وأكد المومني استمرار الأردن في تنسيقه وتعاونه مع حلفائه، لأنه يدرك طبيعة تنظيم "داعش"، مؤكدا أن هذا التنسيق سيكون على كل الصعد والمستويات، مضيفا أن الأردن سيؤكد للعالم أجمع أنه لن يسمح بالمساس بحياة أي مواطن أو جندي من جنوده دون أن تكون هناك ردة فعل قوية وصارمة بوجه هذا التنظيم المتشدد. في غضون ذلك، دعت الجامعة العربية إلى ضرورة المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب واقتلاعها من جذورها، ليس فقط على مستوى المواجهة العسكرية بل الفكرية والثقافية والدينية، مؤكدة ضرورة تطهير هذه العقول الضالة التي باتت تهدد استقرار المنطقة بأسرها وتسيء إلى الإسلام. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في كلمته أمام الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الذي عقد أمس برئاسة موريتانيا، إن "هذه المواجهة الشاملة تتطلب جهودا عربية ضمن منظومة دفاعية وفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك، والعمل على إيجاد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب"، منوها في هذا الإطار إلى الدراسة التي طرحتها الجامعة العربية أمام الاجتماع الوزاري العربي الأخير بشأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة"، معربا عن وقوف الجامعة العربية مع مصر في مواجهة الإرهاب المتصاعد الذي يطال الأبرياء وآخرهم الجنود المصريون في شمال سيناء.