كشف رئيس الجمعية السعودية لطب الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبد الرحمن حجر، أن التشخيص السيء للطفل في بعض الأحيان يقرر أنه مريض توحد بينما هو يعاني من إعاقة في السمع، مبيناً أن منذ أربعة أشهر بدأت الجمعية بتطبيق الفحوصات الكاملة على حديثي الولادة في المملكة بعد توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله"، مبيناً أن أهالي الطفل المريض عادة ما يبحثون عن العلاج بعد سن الثالثة من عمره، أي في المرحلة التي تصبح فيها المشكلة واضحة وتبدأ بالتأثير على حياته – إلا أن العلاج وتصويب مشاكل التطور يصبح أكثر صعوبة حينئذ. جاء ذلك خلال إعلان النتائج العلمية للدراسة التي اعلنت عنها MED-EL أحد الشركات الرائدة في مجال الإلكترونيات الطبية وأنظمة زراعة الأجهزة السمعية، فيما يتعلق بالإعاقات السمعية، وقد أظهرت الدراسة ولأول مرة نتائج علمية مفصّلة وشاملة عن الإعاقة السمعية في المنطقة. ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن 87 % من الخبراء والمختصين في المنطقة يرون أن الصمم والمشاكل السمعية هي بين المشاكل الصحية الخمس الأولى التي تؤثر على صحة سكان المنطقة، إلى جانب السمنة، والسكري، والتهاب الكبد الوبائي. واوضحت الدراسة أن 67% من الخبراء في السعودية يؤكدون أن تأثر المشاكل السمعية والصمم على الأطفال تكمن منذ الولادة، لكن علاج الحالات يحدث غالباً عندما يكون الطفل قد بلغ سن الثالثة فما فوق. ويؤثر هذا التأخير في التشخيص والعلاج بشكل سلبي جداً على تطور قدرات النطق والتواصل لدى الأطفال المصابين، كما على تحصيلهم التعليمي واندماجهم مع أقرانهم ومجتمعهم، وقد يتسبب مستقبلاً بعزل المصابين بها اجتماعياً. كما بينت الدراسة أن مشاكل الصمم والإعاقات السمعية لا تحظى بالاهتمام المطلوب في منطقة الشرق الأوسط، فيما رصد تقرير الدراسة وجود شخص على الأقل من كل 25 في المنطقة يعاني من صعوبات سمعية، أي ما يعادل 4 %، وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي بلغ 3% بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012 حول المشاكل السمعية. من جهته، قال مدير المنطقة لشركة MED-EL للإلكترونيات الطبية في المملكة تامر الشحات: "نحن فخورون جداً بإصدار هذا التقرير الهام بالتعاون مع كافة شركائنا في منطقة الشرق الأوسط. وبالنظر إلى نتائج التقرير، يمكننا أن نرى وبوضوح طبيعة الخطوات التالية المطلوبة لفهم ومعالجة هذه الإعاقة التي تم التغاضي عنها على نقاط واسع".