أكد خبراء واستشاريون في أمراض السمع والصمم، أن مشاكل السمع والصمم في المملكة أصبحت ظاهرة تتنامى يوما بعد يوم، لافتين إلى أن مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن أنفق خلال عام 2013 ما يفوق ال 40 مليون ريال لزراعة القوقعة الإلكترونية بأيد سعودية 100%، ويتوقع أن يرتفع الإنفاق إلى 100 مليون ريال في عام 2014. وكشفوا أن التصورات المستقبلية لمكافحة ظاهرة الصمم ومشاكل السمع في المملكة أصبحت أدواتها مكتملة البناء في المراكز المتخصصة في علاج أمراض السمع والصمم بل أصبحت هذه المراكز متطورة حتى أضحت سباقة على المستوى المحلي والإقليمي في عمليات إجراء زراعة القوقعة الإلكترونية. وقال مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله حجر إن معدلات الإصابة بأمراض السمع في المملكة تفوق النسب العالمية، وإن المعدل العالمي لا يتجاوز واحد في الألف، إلا أنه يتخطى ذلك في المملكة، مبيناً أن عدد المرضى الذين خضعوا لزراعة قوقعة إلكترونية في عام 2008 وصل إلى نحو 60 مريضاً، وأصبح المركز بعد خمس سنوات يوفر 400 قوقعة إلكترونية سنوياً بقيمة تصل إلى أكثر من 40 مليون ريال، وهذا يجعل المركز أكبر مركز لزراعة القوقعة في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن المركز يقوم بتجهيز مرضى سابقين للسمع والصمم ليكونوا سفراء لجذب المزيد من المرضى وإقناعهم بإجراء الجراحة والتأهيل ليكونوا أصحاء، وتوقع أن يصل حد الإنفاق لزراعة القوقعة الإلكتروينة إلى 100 مليون ريال في العام 2014، مبيناً أن المركز أنشئ عام 2012 ليكون المرجع الأول في التوعية بالإعاقة السمعية وطرق علاجها. وحول مشاكل السمع والصمم في المملكة يقول استشاري الأنف والأذن والحنجرة ومتخصص جراحة زراعة القوقعة الإلكترونيه والسماعات المزروعة في مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض الدكتور حسن الشهري إن التصنيف الشامل لأنواع أمراض السمع يشير إلى نوعين رئيسيين: هما النقص النقلي أو التوصيلي، والنوع الثاني هو الحسي العصبي، ويقع تحت كل نوع منهما أنواع عديدة والتي تصنف حسب العامل المسبب لها، وكل نوع تختلف طريقة علاجة وفقا لنوعية القصور الحاصل للأذن، وبذلك تتفاوت النتائج وفقا لطريقة العلاج. وأوضح أن الحديث عن زراعة القوقعة الإلكترونية يعني علاج أنواع معينة من نقص السمع الواقعة تحت بند النقص الحسي العصبي الذي يقسم إلى درجات مختلفة من ناحية درجة النقص، فنجد الدرجة البسيطة من نقص السمع والتي غالبا ما لا تؤثر على نوعية الحياة للمريض بل إنه قد لا يلاحظ نقص السمع لديه خاصة إذا كان الاعتلال في أذن واحدة، بينما الأنواع الأخرى مثل المتوسط والشديد والعميق هي التي تتطلب العلاج، وقد يستفيد المريض ذو الإصابة المتوسطة وأنواع محددة من الشديد من المعينات السمعية "السماعات"، فيما لا تفيد المعينات السمعية مع نقص السمع العميق. ولفت إلى أن أكثر الأجهزة شيوعا في المسح السمعي لدى المواليد هو جهاز قياس الانبعاثات الصوتية للأذن أو ما يسمى ب"otoacoustic emissions" والذي يمكن استخدامه مباشرة بعد الولادة وكذلك جهاز تخطيط جذر الدماغ أو ما يسمى ب"auditory brainstem response"، والذي يستخدم بعد الولادة بعدة أشهر إذا فشل المولود في الاختبار الأول.