وجه تيار المستقبل انتقادات عنيفة لتصرفات حزب الله بإطلاق نار كثيف بالتزامن مع إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصر الله قبيل خطابه الأخير، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال تضرب الإجماع الوطني، وتعيد البلاد إلى حالة الاحتقان، وتبدد أي أمل في نتائج منتظرة من الحوار الوطني. وتساءل الأمين العام للتيار أحمد الحريري في تصريحات صحافية أمس "كيف يمكن تخفيف الاحتقان بين اللبنانيين في ظل ما شهدناه من إطلاق كثيف للرصاص والقذائف التي روعت المواطنين وهددت سلامتهم؟". وتطرق إلى تداعيات العملية التي نفذها "حزب الله" ضد إسرائيل في مزارع شبعا، واضعا كلام نصر الله "في إطار إصرار الحزب على ضرب الإجماع الوطني الرافض لأي مغامرة تزج لبنان في أتون حرب جديدة، في ظل ما يعيشه اللبنانيون من ويلات تورطه في القتال بسورية". وعرج بالحديث عن اقتراب الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقال "لو لم نصمد إلى اليوم على صورة رفيق الحريري، رغم كل محاولات الإلغاء السياسي والجسدي، لكان القتلة وصلوا إلى هدفهم من الاغتيال، لكن أهم ما فعلناه، في السنوات العشر الماضية، أننا صمدنا على ثوابت وقيم الحريري، واستطعنا أن نمنع انهيار لبنان، وأن نراكم الكثير من الإنجازات، وعلى رأسها المحكمة الدولية الخاصة التي تقلق القتلة، والمهم أن نستمر على صورة رفيق الحريري وقيمه، وأن نستمر على اعتدالنا في بناء "تيار المستقبل"، وفي بناء لبنان". من جانبه، عدّ عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار إيلي محفوض، في تصريحات صحافية أن "إطلاق الرصاص خلال كلام نصر الله لم يكن عفوياً، فكأن تعليمات ما قد أعطيت للمسلحين لإحداث مزيد من الفوضى المسلحة والتخويف، وهذا سلوك مكشوف عند الحزب، ودماء اللبنانيين أغلى من أن نهدرها على أرض غير لبنان، والحديث عن امتزاجها بالدم الإيراني يسخر حفاظا على نظام الأسد". وأضاف "قواعد الاشتباك السياسي مع حزب الله يجب أن تتبدل من الآن فصاعداً، بحيث نأخذ في الاعتبار أن الخصم المخرب والمدمر للجمهورية اللبنانية هو الاحتلال الإيراني بشكل مباشر". بدوره، أوضح وزير العدل أشرف ريفي، في تصريحات صحافية أنه بعد مشهد إطلاق النار والقذائف الصاروخية في العاصمة بيروت وبعض المناطق أول من أمس قبيل حديث الأمين العام لحزب الله، شعر كمواطن أن الآمال قد تبددت في الدولة والحوار، والحكومة الائتلافية والأجهزة الأمنية والقضائية، وقال "إنه أمر أخجلني فعلاً". وفي ذات السياق، يقول عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف عن خطاب نصر الله، وحديثه عن تغيير قواعد الاشتباك، "فوجئنا بما قاله إن إسرائيل لم تلتزم القرار 1701، ونؤكد أن أي رد من حزب الله على مناطق إسرائيلية مأهولة قد يؤدي إلى اندلاع حرب مكشوفة"، داعياً إياه إلى إعادة حساباته لأن القرار ليس له.