أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس في بيروت، أن تمسكه بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة والده «غير قابل للتأويل أو المساومة»، لكنه قال إن قضية اغتيال رفيق الحريري «لن تكون سببا في اندلاع فتنة» في لبنان. وشدد الحريري في افتتاح المؤتمر التنظيمي الأول لتيار المستقبل على أن «أمر المحكمة الدولية ليس طارئا، ولا هو ابن هذه الساعة، وأن الإجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة». وأشار إلى أن أمر المحكمة «جزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني، ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة الاغتيال». وحول الصفحة الجديدة التي فتحت مع دمشق قال الحريري «قمت بأربع زيارات ناجحة إلى دمشق أدت إلى فتح صفحة جيدة مع سوريا ومع الرئيس الأسد. هذه الصفحة المبنية على الأخوة واحترام السيادتين ما كانت لتكون لولا الايجابية التي يبادلنا بها الرئيس الأسد، ونحن أمام مرحلة جديدة ستكون لمصلحة لبنان وستعيد العلاقات مع سورية إلى ما يجب أن تكون عليه». من جهة ثانية كشفت مصادر قيادية في تيار المستقبل ل«عكاظ» «أن ما رواه أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن لسان الرئيس الحريري حول القرار الظني للمحكمة الدولية، كان مجتزأ وغير دقيق». من جهته، وزير البيئة محمد رحال وفي تصريح له أمس استغرب حديث نصر الله عن أن رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغه بفحوى القرار الظني للمحكمة الدولية مشّددا على أن «الحريري وفي اجتماع كتلة المستقبل نفى الموضوع جملة وتفصيلا». فيما رأى وزير العمل بطرس حرب «أننا نعيش في دولة التسوية على حساب النظام والمبادئ التي قام عليها هذا النظام»، مشيرا إلى أن «بعض اللبنانيين يعتبرون أن مصلحة لبنان لا تأتي أولا، بل مصلحة لبنان تأتي في إطار المصلحة العليا».