تبرأ سياسيون لبنانيون من تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي تطاول فيها على مملكة البحرين، مشيرين إلى أنها لا تمثل رأي الدولة اللبنانية، ولا تعبر عن مدى الحب الذي يكنه اللبنانيون لكافة دول الخليج. كما أكدوا أن التصريحات التي جاءت مفاجئة في توقيتها أثارت استياء اللبنانيين قبل الخليجيين، وأحرجت الحكومة اللبنانية بشدة، وأن أمين عام الحزب المذهبي لم يرد منها إلا إرضاء ساسة طهران، دون أن يراعي ما قد تحدثه هذه التصريحات العدوانية بحق دولة شقيقة من آثار سالبة على لبنان. وكان وزير العمل سجعان قزي قد دعا الحكومة خلال جلسة اجتماع مجلس الوزراء الأخيرة إلى التضامن مع دول الخليج، ورفض تلك التصريحات المسيئة عبر بيان رسمي، إلا أن مجلس الوزراء رأى الانتظار لعدة أيام لمزيد من المشاورات. من جانبه، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريحات صحافية رفضه لتلك العدوانية التي تحدث بها أمين عام حزب الله، مشيراً إلى أنها تضر بلبنان، حكومة وشعباً، داعياً الحكومة إلى تقديم اعتذار رسمي، وقال "لا بد من توضيح ثلاثة أمور: أولها أن نصر الله لا يعبّر عن رأي الدولة والحكومة، كما أن دولة البحرين بلد عربي منذ مئات السنين، وأرى أن الاعتذار من البحرينيين أمر واجب انطلاقا من الروابط العميقة التي تربط البلدين الشقيقين". وفي ذات السياق، قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد في تصريحات إعلامية "كلام نصر الله لا يمثل إلا نفسه، والدولة بريئة منها، والمطلوب من الحكومة وتحديداً من وزارة الخارجية أن تحمي العائلات اللبنانية التي تعيش في الخليج من هفوات بعض السياسيين أو من مواقف سالبة قد يتعرضون لها، من خلال إشارة تصدر عن مجلس الوزراء تؤكد تبرؤها من مثل هذه التصريحات". أما وزير السياحة، ميشال فرعون، فقد رأى أنّ كلام السيّد نصر الله جاء مفاجئاً في التوقيت، وعزا هذه التصريحات إلى "رسائل يريد نصر الله إرسالها إنابة عن إيران"، وقال "نأسَف لسوء التفاهم مع البحرين ومع دول خليجية أخرى، ومع أن هذه التصرفات كانت بدأت في عهد الحكومة السابقة، وأوجدت بعض التوتّر في العلاقات والحذر، إلا أننا فعلنا كثيرا لإعادة فتح قنوات ما بين الحكومة ودول الخليج وإزالة كل سوء تفاهم". وأضاف "صحيح أن حديث نصر الله ليس موقفاً رسمياً، إلا أنه ليس بالأمر السليم، واستفزاز أيّ دولة تربطنا بها علاقات وطيدة هو تصرف غير مقبول". وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أدلى بتصريحات صحافية غداة عودته من الاجتماع الوزاري في القاهرة أول من أمس، قال فيها "الكلام الذي صدر في حق البحرين لا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية وسياستها، ولا يختلف موقف لبنان الضمني عن موقف الدول العربية في بيانهم لناحية عدم التدخل في شؤون البحرين". وأضاف "نتفهم مطالبة البحرين بعدم التدخل في شؤونها".