لم يحسم لبنان قراره في المشاركة في القمة العربية التي تستضيفها بغداد في29 من الشهر الحالي. ورغم ذلك، فإن الترتيبات جارية لمشاركة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان. وفيما أكدت أوساط القصر الرئاسي المشاركة، وربطتها بحجم تمثيل المشاركين في القمة والتطورات الأمنية، وعلمت «الشرق» أن القرار سيُتّخذ على أن يشارك الرئيس في القمة ليومٍ واحد لضرورات أمنية، تحسّباً بعد العمليّات الانتحارية التي شهدتها المدن العراقية خلال الأيام الأخيرة. إذاً، حتى الآن لا تزال المشاركة محصورة بوزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي أكّد أن «لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا ويمس باستقرارها ووحدتها في اجتماع القمة العربية». وإذ أكّد منصور أنه لا يجوز أن تكون دولة عربية مؤسسة في الجامعة العربية غائبة عن العمل العربي المشترك، قال: «لا أتصور أن عملاً من دون سوريا يؤدي إلى النتيجة التي يتوخاها كل العرب». وأضاف منصور: «إذا كان هناك من قرارات تتعارض مع المصلحة الوطنية سيكون هناك موقف للبنان والرئيس ميشال سليمان سيأخذ القرار». وحول قرار لبنان عدم المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول، أشار منصور إلى «أننا أصلاً نأينا بأنفسنا عن القرارات الصادرة بحق سوريا»، معتبراً أن «حضور لبنان المؤتمر وفيه المجلس الوطني يعني كأننا نعترف بالمجلس الوطني وهذا أمر غير ملائم لنا مطلقاً». واعتبر وزير خارجية لبنان أن «الحل في سوريا لا يمكن أن يتم إلا بالحوار»، لافتاً إلى أن «الدم لا يجر إلا الدم والعنف لا يجر إلا العنف والفعل دائما له رد فعل». وفي سياق ردود الفعل، اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان القزي في حديثه ل «الشرق» أن وزير الخارجية اللبناني لم يعد يؤدي دوره فحسب، بل بات يلعب دور وزير الدفاع عن سوريا. ورأى القزي أن الذي يحدد السياسة الخارجية هو رئيس جمهورية لبنان وليس منصور. وفي ما يتعلق بسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية، أكّد القزي عليها، لكنه اعتبر أن وزير الخارجية تجاوزها لينحاز في مواقفها مع نظام القتل في سوريا. وشدّد القزي على حضور لبنان في القمة العربية باعتبارها تأكيداً لتضامن لبنان مع موقف الوزراء العرب، ودفعاً معنوياً لهوية العراق. وإذ أكد القزي على تأييد الكتائب مشاركة رئيس الدولة إذا كانت المشاركة على مستوى الملوك والرؤساء، رأى أنه يجدر بلبنان إرسال وفد رئاسي إذا كان مستوى التمثيل دون ذلك. من جهته، جاء موقف النائب السابق ومنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد متناغماً مع نائب رئيس حزب الكتائب، فاعتبر أن المواقف المعلنة للحكومة بخصوص القمة العربية ليست جديدة، مشيراً إلى أن «هذه الحكومة منذ ولادتها تعمل لدعم النظام السوري». وقال النائب سعيد أن دوائر القرار الخارجية مسخّرة فقط من أجل الدفاع عن النظام السوري. وفي ما يُنتظر صدوره من قرارات عن القمة العربية، ذهب سعيد للقول بأنه يأمل أن يصدر قرار واضح بتنحي بشار الأسد.