دخلت العلاقات الخليجية اللبنانية في نفق أزمة بسبب تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، التي انطوت على عدائية تجاه مملكة البحرين، وعدها مسؤول خليجي محرضة على العنف، في الوقت الذي شددت أمانة مجلس التعاون والإمارات على رفضهما لذلك التطاول، مطالبتين الحكومة اللبنانية بضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحاسمة تجاه الأمر. وفيما تعقد حكومة تمام سلام في بيروت اليوم اجتماعا ينتظر أن تكون الأزمة الحالية على رأس أجندته، أكد مسؤول وزاري أن حكومة بيروت تتبرأ من تصريحات نصر الله، وأن بلاده تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأضاف وزير العمل سجعان قزي في تصريحات إلى "الوطن" أن لبنان يكن كل التقدير والاحترام للمملكة ودولة الإمارات ومملكة البحرين، والدول الخليجية كافة، التي قال إنها دأبت على الوقوف إلى جانب بيروت، وإن الدعم الخليجي يمثل صمام أمان لبلاده. وكانت الأمانة العامة لمجلس التعاون استدعت السفير اللبناني بالمملكة، عبدالستار عيسى، وأبلغته احتجاجها الرسمي على تلك التصريحات، كما استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير بيروت في أبوظبي، طارق الهيدان، وسلمته رسالة مماثلة ترفض ما جاء في تلك التصريحات ووصفتها بأنها "بغيضة ومرفوضة"، داعية بيروت إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات.
تبرأت الحكومة اللبنانية من تصريحات زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، التي هاجم فيها دولة البحرين، مؤكدة التزامها بسياسة النأي بالنفس عن التدخل في شؤون دول الجوار، وطالبت الأطراف كافة بالابتعاد عن كل ما من شأنه تعكير صفو علاقة لبنان بدول الخليج، وأشاد وزير العمل سجعان قزي في تصريحات إلى"الوطن" بمواقف كل الدول الخليجية في دعم لبنان على مر تاريخه، وقال "من الطبيعي أن تشعر دول مجلس التعاون الخليجي الصديقة للبنان بالامتعاض حيال تصريحات تمس سيادتها، ونحن نعمل جاهدين في الحكومة على إبعاد لبنان عن الصراعات الجارية في المنطقة، انطلاقا من سياسة الحكومة المؤمنة بالنأي بالنفس، وهذا ما ورد في بيانها الوزاري. ونكن كل التقدير للمملكة ولدولة الإمارات ومملكة البحرين، والدول الخليجية كافة التي تقف دوما إلى جانب لبنان في أزماته، وحبذا لو التزمت كل الأطراف اللبنانية بعدم تعكير صفو العلاقات بين لبنان وأشقائه، لأن قوة لبنان بصداقاته، مهما قيل من أن السلاح هو الذي يدافع عن لبنان". ومضى قزي قائلا "سأقترح في أول جلسة لمجلس الوزراء تجديد سياسة الحكومة النأي بالنفس وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى". إلى ذلك علمت "الوطن" من مصدر وزاري رفيع أن مجلس الوزراء اللبناني سيناقش قضية تصريحات نصر الله السالبة بحق البحرين في اجتماعه الذي يعقد اليوم، وسيكون هذا على رأس الأجندة التي يناقشها المجلس. وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، قد استدعى أمس سفير الجمهورية اللبنانية لدى الرياض، عبدالستار عيسى إلى مقر الأمانة العامة للمجلس، للاحتجاج على التصريحات التي أدلى بها أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بشأن مملكة البحرين. وسلم الزياني السفير اللبناني مذكرة احتجاج رسمية من المجلس بشأن تلك التصريحات العدائية غير المسؤولة، إذ إنها تحريض صريح على العنف، وتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. وأفاد بيان صحفي صادر عن الأمانة العامة أن دول المجلس عدت تصريحات أمين عام حزب الله اللبناني متعارضة مع الروابط والعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط دول المجلس مع الجمهورية اللبنانية، داعية الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات، والمبادرة إلى التعامل مع كل من يسيء إلى علاقات الجمهورية اللبنانية مع دول المجلس، وضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحاسمة تجاه تلك التصريحات العدائية. كما استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير لبنان لديها، حسن يوسف سعد لتسليمه مذكرة احتجاج مماثلة. وأعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، طارق الهيدان، عن إدانة أبو ظبي الشديدة "لهذه التصريحات العدائية والتحريضية البغيضة والمرفوضة، التي تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة، وتحرض على العنف والإرهاب وترمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار". وأضاف "الإمارات تحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات، وتطالبها بإصدار بيان واضح يندد ويشجب مثل هذه التصريحات العدائية".