في الشكل العام، استكبار وغرور ولا مبالاة، في المضمون خوف وحذر وترقب، هذه هذ الحالة التي كان عليها "حزب الله" وأمينه العام حسن نصرالله، مع بدء جلسات المحاكمات في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بعد توجيه اصابع الاتهام الى افراد ينتمون الى الحزب، الذي قام بإخفاء المتهمين الاربعة، رافضاً تسليمهم، حتى انه لم يكلف نفسه عناء تعيين محام للدفاع عنهم، وكيف يفعل ذلك وهو منشغل في الدفاع عن "طاغية الشام". وأمام مطرقة المحكمة الدولية وتورط "حزب الله" في جريمة اغتيال الحريري، هل سيصعد في مواقفه ام انه سيلجأ الى الشرعية والدستور لتأمين حمايته عبر العودة الى كنف الدولة اللبنانية؟!. "تعليمة" إيرانية اوضح نائب رئيس تيار "المستقبل" انطوان اندراوس، في حديث خاص ل"اليوم": انه "اذا اردت أن أضع نفسي مكان "حزب الله" وأفكر بالطريقة التي يفكر بها، أجد أن اللامبالاة هي السلوك الوحيد الذي سيتبعه، وهذا ما يحصل الآن"، قائلاً: "أبسط الأمور أن يعين "حزب الله" محامياً للدفاع عن المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الذي لم يفعله؛ لأنه يستند على دعم إيراني مستميت، لذا أشك أن يكون لدى "حزب الله" أي حذر أو خوف كي يغيروا من سلوكياتهم". واعتبر ان "مبادرة "حزب الله" لتسهيل ولادة الحكومة، هي "تعليمة" إيرانية، كي تقول ايران انها سعت الى ايجاد حل للازمة الحكومية، وهذا يقع ضمن خانة "تجميل صورتها" في المنطقة تجاه الغرب، لذا طلبت من "حزب الله" تقديم بعض التنازلات"، الا انه اوضح "لا اعتبر ما اقدم عليه الحزب تنازلاً"، معرباً عن أسفه "لكون لبنان اصبح مسرحاً لتحركات إيران". ولفت الى ان "الكلام السفيه في وسائل اعلام "حزب الله"، يشير الى وجود استكبار على الناس، وهذه هي سياسته التي لم يغيرها، وهو مستمر بها حتى الآن". واشار الى "انها المرة الاولى التي تتطرق فيها المحكمة الدولية الى موضوع سياسي، عبر ربط المتهمين بالجريمة بقرار الاغتيال السياسي، حيث من المؤكد ان هؤلاء الأشخاص لم يقدموا على الجريمة دون وجهة سياسية (سوريا أو "حزب الله")، موضحاً ان "قرار المحكمة الدولية قد لا يصل الى اتهام الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله، الذي يستمد قوته من انه يمثل الشيعة في لبنان". لبنان الواحد وشدد نائب رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية سجعان القزي، في حديث خاص ل"اليوم"، على ان "ردة فعل "حزب الله" على بدء المحاكمات في المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليست مهمة؛ لأن المهم اليوم هو ردة فعل اهل الشهداء، والذين ماتوا في سبيل لبنان وليس ردة فعل المتهمين بالقتل"، معتبراً ان "المحكمة الدولية بمطالعتها وبقرارها الاتهامي قدمت أدلة مفعمة بالحقائق والتقنيات الحديثة، لدرجة لا ادري ماذا بإمكان محامييّ الدفاع ان يقولوا بعد الان ونغمة خرق الأقمار الاصطناعية الاسرائيلية لشبكة الاتصالات اللبنانية، الامر الذي دحضه كل خبراء التقنيات والاتصالات". وقال: "حتى الان المحكمة الدولية والقوى السياسية في لبنان لا يزالان يفصلان بين المتهمين والمرجعية السياسية التي ينتمون اليها، واساسا ان المحكمة الدولية سبق واعلنت انها لا تتهم كيانات سياسية، بل اشخاصا موجودين متهمين حصراً، طبعا هذا من الناحية القضائية صحيح، لكن من الناحية السياسية لم يتصرف هؤلاء المتهمون اذا ثبتت عليهم التهمة لحسابهم الخاص او لحساب دولة سويسرا وامارة مونتي كارلو، او من اجل حزب الخضر في لوغسمبورع، انهم ينتمون الى محور في لبنان والمنطقة، وتوجهت اليه اصابع الاتهام منذ اللحظة الاولى". وتمنى ان "تكون العدالة مثلما قال دولة الرئيس سعد الحريري، عقابا لا انتقاماً، وبالنتيجة ان الحياة السياسية في لبنان مليئة مع الأسف بالدماء، وان كنا سنتمترس عند حواجز الدماء، فلتسقط كل امكانية حوار بين مختلف الاطراف اللبنانية؛ لان كل اللبنانيين قاتلوا بعضهم وقتلوا بعضهم في مراحل مختلفة من تاريخ لبنان الحديث، لا سيما منذ سنة 1975 الى اليوم".