في تأكيد لما كشفته "الوطن" أواخر الشهر الماضي، اعترف أمين حزب الله حسن نصر الله علنا باكتشاف جاسوس إسرائيلي بين صفوفه. وعلى الرغم من محاولة نصر الله التقليل من شخصية العميل إلا أن "الوطن" كانت إلى أكدت استناداً إلى مصادر لبنانية مطلعة أن محمد شوربا هو مسؤول وحدة العمليات الخارجية التي تتولى تنفيذ عمليات ضد مصالح إسرائيل بالخارج. وكان مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا قال "إن الواقعة تؤكد أن الانتماء للحزب ليس سوى مطية لهؤلاء لتأمين منافعهم الشخصية على حساب الانتماءات الأخرى والمصلحتين الوطنية والقومية". أخيراً، اعترف حزب الله باكتشاف خلية تجسس إسرائيلية داخل صفوفه وتوقيف مسؤول وحدة العمليات الخارجية محمد شوربا، حيث اعترف أمين عام الحزب حسن نصر الله في تصريحات أوردها خلال مقابلة تلفزيونية بأن جماعته اعتقلت مسؤولاً كبيراً في إدارة العمليات الخارجية بالحزب، بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. وقال نصر الله في مقابلة مع قناة الميادين التي تبث من بيروت "تم اكتشاف شخص مسؤول تم تجنيده واختراقه من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية، نعم هذا حصل". وحاول نصر الله تخفيف حدة الاعتراف ووقعه على أنصاره بالقول "تم تناول الموضوع بمبالغات كثيرة، والشخص لم يكن مسؤولا عن حمايتي، ولا عن الوحدة الصاروخية في الحزب. وهو ليس مسؤول وحدة، وليس نائب مسؤول وحدة. بل يعمل في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس. ومسؤول قسم من هذه الأقسام. هو وحده اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطى من معلومات وحجم الإسهام التي كان بينه وبين الإسرائيليين". ومع أن نصر الله لم يفصح عن اسم العميل، إلا أن معلومات موثوقة أكدت أن المعني هو محمد شوربا، وينحدر من قرية محرونة الجنوبية. وأنه انضم في سن مبكرة إلى حزب الله، وشارك في كثير من الهجمات ضد القوات الإسرائيلية. وسعى نصر الله إلى تبرير الاختراق قائلاً "مع اتساع بنية حزب الله وتنوعها واتساعها الكبير أفقياً وعمودياً تحدث هذه الأشياء، ولكن هذا لا يجب أن نتعاطى معه على أنه طبيعي، ويجب ألا نسمح بأي اختراق في جسمنا لا بكادر صغير ولا في كادر كبير، وبالنسبة لي فإن هذا خرق يجب ألا يحدث، ولكن لو حدث فإنه جزء من المعركة والحرب القائمة والمواجهة القائمة بيننا وبين إسرائيل. مثلما يسقط لنا قتيل أو جريح أو أسير، فهذه من خسائر المعركة أو تضحيات المعركة". وأثار اعتقال شوربا موجة من الصدمة داخل حزب الله الذي كان يفاخر أنصاره بأن من الصعب اختراقه. ووصف مصدر لبناني الاختراق الإسرائيلي الأخير بأنه "يعد واحداً من أخطر الاختراقات الأمنية في صفوف حزب الله الذي يعمل بشكل سري جداً". ورغم امتناع إسرائيل – كعادتها – عن التعليق في مثل هذه الحالات، إلا أن الجنرال المتقاعد في الموساد، يعقوب عميدرور وصف اعتقال شوربا بأنه "ينزع عن الحزب صورة أنه غير قابل للاختراق". وأضاف في تصريحات صحافية "ما يمكنني قوله هو أن حزب الله عدو رئيس لإسرائيل، وعندما يتمكن الموساد بالفعل من اختراق بنيته في عمقها، كما حدث في قضية شوربا، فإن ذلك ينبغي أن يتوقف عنده الحزب". .. والوطن كشفت التفاصيل.. مبكرا وكانت "الوطن" قد انفردت بنشر تفاصيل اكتشاف عمالة القيادي في الحزب محمد شوربا لإسرائيل، في عددها رقم 5202 بتاريخ 27 ديسمبر الماضي، وأشارت - نقلا عن مسؤولين لبنانيين - إلى أن تفشي العمالة بات ظاهرة داخل الحزب المذهبي، مستدلة بأن شوربا بادر من تلقاء نفسه بالاتصال بالموساد وعرض عليه العمل لمصلحته، وأن المفارقة تكمن في أن شوربا الذي من المفترض أنه يرأس وحدة خاصة بالعمليات ضد إسرائيل، تم تجنيده بواسطة الموساد نفسه. كما أكدت أن عملية اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في سورية تمت بناء على معلومات أفشاها شوربا للموساد، قبل أن يجلس على الكرسي الذي كان يجلس عليه مغنية قبيل اغتياله.