فيما واصلت أجهزة الأمن اللبنانية أمس تنفيذ الجزء الثاني من خطة تنظيف المبنى "ب" في سجن رومية المركزي، بعد أن تمت أمس مصادرة وثائق أمنية مهمة، وإجراء الترتيبات النهائية للمبنى "د" الذي نقل إليه الموقوفون، توعد وزير الداخلية نهاد المشنوق "بقطع رأس" كل من يتسبب في إدخال هاتف محمول إلى السجناء في المبنى الجديد. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الوثائق التي تم العثور عليها بحوزة بعض السجناء تتعلق بالتنسيق وإدارة الأعمال الإرهابية والانتحارية في عدد من المناطق، إضافة إلى المخططات التي كانت تعدّ لعمليات مماثلة في المستقبل. مشيرة إلى إنه تم تنفيذ "عزل تقني" يمنع التواصل بين خلايا الموقوفين داخل السجن، وعدد من الإرهابيين المفترضين في الخارج، كما تم إلغاء الامتيازات التي كان يحصل عليها بعض النزلاء. بدوره، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الموقوفين سحبوا إلى المبنى الجديد فقط بثيابهم، ومن دون أي ممنوعات سواء أكانت هواتف خلوية أو غيرها، وقال في تصريحات صحفية "ستحصل عملية تأهيل شاملة للمبنى "ب" خلال ثلاثة أشهر، وبعد ذلك سنعيد السجناء إليه". وأضاف "إذا دخل جهاز هاتف واحد إلى المبنى الجديد للموقوفين، سيتم قص رأس الضابط أو العسكري المسؤول عن ذلك"، مشددا على أهمية استمرارية الإجراءات، لافتا إلى أن الجهاز الرقابي في قوى الأمن الداخلي سيعطي أولوية لسجن رومية، مؤكدا عدم السماح بعد الآن بتكرار تجاوزات أدت إلى ما وصلوا إليه قبل عملية الأمس. وطالب المشنوق بتوفير مبلغ 60 مليون دولار لإنجاز خطة السجون، على أن تتولى الحكومة رصد نصف هذا المبلغ، ويتولى هو شخصيا عبر علاقاته الداخلية والخارجية تأمين المبلغ المتبقي. وأكد المشنوق أن التماسك الوطني هو أول وأهم وسائل المواجهة مع الإرهاب، مشددا على أولوية متابعة الحوار مع "حزب الله"، ولفت إلى أن الأولوية اليوم هي للخطة الأمنية لمنطقة البقاع الشمالي. من جهة أخرى، حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحات صحفية "من مساع لتفجير الوضع الداخلي، والتأثير على الحوار الدائر بين تيار المستقبل وحزب الله". وبينما لفت بري إلى إنه قد يفكر في اختصار عدد المتحاورين بين الطرفين، بحيث إذا دعت الضرورة يتم الحوار بين شخصيتين فقط، أبدت كتلة المستقبل استغرابها من هذا التوجه، وقال النائب سمير الجسر "نحترم رأي بري من الحوار، ولكنني لم أفهم مقصده من اختصار عدد المتحاورين، فنحن ما نزال في المراحل الأولى، وعلينا ألا نستعجل". بدوره، قال عضو المستقبل، النائب عاطف مجدلاني في تصريح "النجاح الذي حققته القوى الأمنية في سجن رومية، ضربة موجعة تلقتها قوى الإرهاب التي تروع الناس. وما تحقق يعكس قوة الدولة وقدرات الأمن الشرعي عندما يتوافر له الغطاء السياسي، وعندما يكون على رأسه وزير مسؤول مثل نهاد مشنوق".