نفذت قوى الأمن الداخلي اللبناني صباح أمس عملية امنية للمبنى «ب» الخاص بالسجناء الإسلاميين في سجن رومية، وانتهت بعد السيطرة عليه بنقل السجناء الاسلاميين الى مبنى «د»، الذي تم تأهيله حديثاً، ويضم 280 غرفة. كانت الساعة الصفر لانطلاق العملية السادسة والنصف صباحاً، وكان اتفق عليها في الاجتماع الأمني ليل أول من أمس الذي عرضت فيه معلومات عن ارتباط مجموعات من السجناء بالتفجيرين الارهابيين في جبل محسن، وفي ضوء رصد اتصالات بين عدد منهم وتنظيم «داعش» تتعلق بالتفجيرين. وأفادت المعلومات بأن المحور الاول من العملية بدأ في المبنى «ب» الذي يضم 865 سجيناً من الموقوفين الاسلاميين، وانجز نقلهم الى المبنى «د» المجهز لاستيعابهم، فقام بعض السجناء بأعمال شغب، وعمدوا الى إحراق فرش الاسفنج احتجاجاً على اقتحام قوى الأمن الداخلي المبنى بمواكبة الجيش اللبناني وإشراف مباشر من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تواجد داخل السجن. وعلمت «الحياة» ان قوى الأمن اضطرت لاستخدام القنابل المسيلة للدموع لضبط احتجاج السجناء، وفي بعض الحالات استخدمت الرصاص المطاط الذي يستخدم للردع. وذكرت المعلومات ان السجناء نقلوا من دون حاجياتهم وأجهزة الكومبيوتر والهواتف الخليوية. وأعلن المشنوق عن «بدء تطبيق الخطة الأمنية في مبنى الإسلاميين في سجن رومية، بعدما تبين ارتباط سجناء اسلاميين بتفجيري جبل محسن». وقال: «ان كل ما تم التداول به عن صور لإصابات داخل سجن رومية هي صور مفبركة». كما تمت العملية بمؤازرة من طوافات الجيش التي حلقت فوق ارجاء السجن، واستعملت في العملية القنابل المسيلة للدموع التي سمعت اصواتها الى الخارج، وغطى دخانها سطح المبنى لتسهيل عملية النقل، التي لم يستعمل فيها الرصاص الحي وفق ما اكدت مصادر امنية، الا انه تم رصد دخول وخروج عدد من سيارات الاسعاف والصليب الاحمر اللبناني والطبابة العسكرية والدفاع المدني الى السجن، وسط اجراءات أمنية مشددة بحيث تم قطع الطريق من نهر الموت في اتجاه رومية. وقرابة الاولى والربع ظهراً استقدمت تعزيزات لعناصر من قوى الامن الداخلي يرتدون اقنعة. وتردد ان هناك عدداً من الموقوفين المساجين على ذمة التحقيق ممن شاركوا في تأمين الاتصالات مع الانتحاريين في طرابلس. وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت في بيان ان قوى الأمن «قامت صباح امس بعملية أمنية داخل سجن رومية، فنقلت عدداً من السجناء من المبنى «ب» إلى المبنى «د»، وقام بعض السجناء بأعمال شغب فعمدوا إلى افتعال الحرائق إحتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي تنفذها العناصر المولجة حراسة السجن». كما أصدرت قوى الامن بياناً آخر قالت فيه: «إلحاقاً ببلاغنا السابق المتعلق بقيام قوى الأمن الداخلي بعملية أمنية داخل سجن رومية، إن هذه العملية تجري كما هو مخطط لها، وتتم بكل هدوء في حضور وإشراف مباشر من وزير الداخلية والوضع تحت السيطرة من دون وقوع إصابات، وتأتي إستكمالاً للخطة الأمنية العامة التي تنفذ على مختلف الأراضي اللبنانية وسجن رومية جزء منها، وخصوصاً بعد أن تبين أن هناك ارتباطاً لعدد من السجناء بالتفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة جبل محسن». وطمأنت قوى الأمن أهالي السجناء الى أن «جميعهم بخير، ويتم نقل بعضهم إلى المبنى «د» الجديد». «النصرة» تتوعد بمفاجآت ضد العسكريين وواكبت «جبهة النصرة» من بعد ما يحصل داخل سجن رومية. وبثت عبر احد حساباتها على موقع «تويتر» فيديو بعنوان «مواجهات سجن رومية» تعليقاً على مجريات العملية الامنية، وأظهر التسجيل مجموعة من السجناء في الغرف وهم يكبرون. كما أعلنت «النصرة» في تغريدة اخرى عبر «تويتر»، عما سمته مفأجآت جديدة في ما يخص مصير العسكريين المخطوفين لديها، انه «نتيجة التدهور الامني في لبنان ستستمعون الى مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا. فانتظروا». كما نشرت «النصرة» على «تويتر» صورة للعسكريين الرهائن لديها تظهرهم مكبّلين على الأرض في ظروف مناخية صعبة، والصورة مرفقة بعبارة «من سيدفع الثمن؟». وقطع عناصر من «جند الشام» الطريق في تعمير عين الحلوة احتجاجاً على الخطة الأمنية في سجن رومية. ثم اعيد فتحها لاحقاً. كما قطع اهالي الموقوفين في رومية، اوتوستراد المنية - بحنين - الملولة، وطريق البداوي - طرابلس، وعمل الجيش على فتحهما.