وزعت القوى الأمنية اللبنانية السجناء الخطرين ذوي الصلات مع تنظيمات إرهابية، في سجن رومية بعد اقتحام المبنى الذي كانوا فيه ونقلهم إلى مبنى آخر، وفصلت بعضهم عن بعض وقطعت عنهم خطوط الإنترنت لمنعهم من التواصل مع الخارج في غرف المبنى (د) المحكمة الإقفال، فيما واصلت التدقيق في أجهزة الكومبيوتر التي كانت بحوزتهم في المبنى (ب) بحثاً عن «داتا» اتصالات أجروها بغرف عمليات إرهابية في لبنان وخارجه، لا سيما تلك التي جرت قبل وبعد التفجير الانتحاري المزدوج في منطقة جبل محسن في طرابلس مساء السبت الماضي، وأدى الى استشهاد 9 مواطنين وسقوط أكثر من 36 جريحاً. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن توزيع السجناء الإسلاميين هدف إلى قطع التواصل بينهم حتى لا يعودوا إلى التكتل مجدداً وإنشاء وضعية خاصة تمكنهم من مقاومة حراس السجن والحصول على وسائل اتصال وهواتف خليوية. (المزيد) وتفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق السجن ثانية بعد ظهر أمس، للاطلاع من القوى الأمنية على جمع أمتعة السجناء والتحقيقات في الأجهزة التي بقيت في المبنى بعد نقلهم منه الى المبنى (د)، حيث وُجدت في بعض غرف الخطرين منهم أجهزة إرسال واستقبال (receiver) كانوا يستخدمونها في اتصالاتهم الخارجية، فضلاً عن الكثير من الممنوعات التي خبئت بين أدوات المطبخ. ومع التكتم الأمني على التحقيقات الجارية، فإن التفتيش جار عن أي معلومات تقود الى معرفة ما إذا كان هناك انتحاريون آخرون كُلفوا مهمات تفجير أخرى، على غرار التفجير المزدوج في جبل محسن. ولقيت خطوة القوى الأمنية من «الفهود» وقوى الجيش وفرع المعلومات اقتحام المبنى، ترحيبَ العديد من القيادات السياسية، فيما ترأس المشنوق اجتماعاً أمنياً مركزياً أمس تحضيراً لمباشرة خطوات استكمال الخطة الأمنية في منطقة البقاع الشمالي من أجل ملاحقة عصابات الخطف من أجل فدية مالية ومكافحة ظاهرة سرقة السيارات وسلب المواطنين على الطرقات الدولية التي انتشرت منذ سنوات في المنطقة، خصوصاً أن امتداد الخطة الأمنية الى البقاع كان موضوع توافق في جلستي الحوار اللتين عقدتا حتى الآن بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» والتزم فيها الحزب بكل ما تقرره القوى الأمنية لحفظ الأمن في البقاع، المنطقة التي يتمتع فيها بنفوذ كبير. وتلقى المشنوق اتصالات من رئيس البرلمان نبيه بري وعدد من القيادات الروحية والسياسية أثنت على دوره وأبدت استعداداً لدعم قوى الأمن بالخطوات التي تتخذها، معتبرة أن إنهاء بؤرة سجن رومية إنجاز كبير للمشنوق والحكومة. ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أن «تفكيك الإمارة التكفيرية في سجن رومية أكد أن لبنان كله واقف في وجه التكفير الإرهابي وقادر على صنع هزيمتهم أينما وجدوا». وقال المشنوق عند تفقده المبنى (ب) بعد الظهر، إنه حضر ليرى كيف يمكن أن يعود السجن إنسانياً بتوفير الحد الأدنى من المتطلبات الطبيعية والمقومات الإنسانية في أسرع وقت. وأوضح أنه تم نقل السجناء إلى مبنى أفضل من الذي كانوا فيه، وما من سلاح في السجن نهائياً، و «الأسطورة كلها كانت غير صحيحة». وشكر المشنوق الذين ساهموا في إنشاء صندوق تأهيل السجون، وحاكمَ مصرف لبنان رياض سلامة، وجمعية المصارف، وغرفة تجارة بيروت وجميع الشخصيات الأخرى، آملاً بتحويل مبنى السجن بالقليل من المال الذي جرى التبرع به إلى مكان إنساني «كي يعود المساجين إليه، إرهابين كانوا أم غير إرهابيين، وبصرف النظر عن ارتكابات المتهمين، فنحن دولة تحكم الناس بالقضاء وتضعهم في مكان لينالوا عقابهم في ظروف إنسانية وعادلة وعاقلة». وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه مساء أمس، أن قوى الجيش أوقفت في محلة المنكوبين – طرابلس، المواطن بسام حسام نابوش للاشتباه به في محاولة تفجير نفسه، في حين رددت تقارير إعلامية أن التفجير ربما كان سيحصل في منطقة جبل محسن مرة أخرى. كما أوقف حاجز للجيش في عرسال المواطن زياد عبد الكريم الحجيري والسوري خالد عبدالله بدران، اللذين كانا يستقلان سيارة «كيا» بيضاء وحاولا العبور إلى الجرود من دون الامتثال لأوامر الحاجز.