هناك رجل أعمال حقيقي وآخر مزيف. فالأول صنعته التجارب والمعاناة والكد والسهر، أما الثاني، فصنعته العمالة الوافدة! هذا الأخير، يتمتع بمواصفات قياسية عالية جدا، ترضي تماما طموحات أولئك الوافدين! فهو: كسول، اتكالي، جشع، والصفة الأخيرة والأهم، أنه لا يفقه شيئا في أمور "البزنس"، مما يجعل العامل الوافد يتصرف بمنتهى الحرية، ممارسا الصلاحيات كافة التي لا يستطيع "كفيله" ممارستها، لأنه ببساطة لا يفهم أي شيء في أمور العمل! إن أهم دور يقوم به هذا "الكفيل"، هو حتما التوقيع على الأوراق بجميع أشكالها وأنواعها وألوانها، فهو محترف من الطراز الأول في توقيع الأوراق! المفارقة العجيبة، أن صاحبنا هذا سرعان ما تجده "يعيش الدور" تماما، فيصبح ما بين عشية وضحاها من وجهاء وشيوخ المجتمع، وقد ينتقل بعد ذاك إلى مرحلة متقدمة من "المشيخة"، فيقوم بتوزيع "الشرهات" على محبيه وجمهوره العريض! أما في المناسبات الاجتماعية، فقطعا ستجده في "صدر المجلس"، كيف لا، وهو أصبح من ذوي الأيادي البيضاء الذين يشار إليهم بالبنان! وفي ذلك المجلس، وبعد أن تتأمله وهو يتحدث، فإن أقصى ما تنتظره منه، هو أن يمطر الحاضرين بوابل من بطولاته ومغامراته التجارية، التي ليس لها أول من آخر، فهو لا ينفك عن ترديدها بمناسبة ودون مناسبة، لدرجة أن جميع الحاضرين قد حفظوها عن ظهر قلب! حسنا، ما القيمة الحقيقية التي يضيفها للوطن أمثال هؤلاء المزيفين، وما مقدار إسهاماتهم الفعلية في دفع عجلة التنمية؟! أعتقد أن الإجابة سهلة جدا، فهم بالتأكيد لا يضيفون للوطن أي شيء، فما هم إلا مجرد أبطال من ورق!