على الرغم من وصول شبكة المياه المحلاة إلى محافظة ظهران الجنوب التي لا يفصلها عن مركز الغايل بتهامة ظهران الجنوب سوى 24 كيلومترا، إلا أن سكان مركز الغايل وقرية القاعة والمسنى والبقعة بالإضافة إلى المراكز الحدودية مثل الربوعة وكحلا لا يحصلون على الماء إلا عن طريق نظام السقيا، من خلال وايت واحد فقط لكل قرية لا يفى بالغرض الأمر الذي دفع الأهالي إلى الرجوع للطرق التقليدية في جلب المياه من الآبار غير الصالحة للشرب ومن تجمعاتها في بطون الأودية محملين فرع المياه في ظهران الجنوب مسؤولية ما يترتب على ذلك من مضار صحية. وطالب زبان جابر التليدي من سكان كحلا بتحرك عاجل لمديرية المياه في عسير لإيجاد حل لهذه الأزمة المستمرة لأكثر من 20 عاما وإنقاذ الأهالي من كارثة وبائية محتملة كون الكثير من هذه المياه راكدة وتنحدر من داخل المناطق الحدودية اليمنية محملة بالأمراض والطفيليات مثل الملاريا والبلهارسيا وغيرها. ويتفق معه سعيد جبران التليدي قائلاً: مصدر شربنا الوحيد من المياه المتجمعة في بطون الأودية، مشيرا إلى أن هناك مؤسسة وطنية -تحتفظ "الوطن" باسمها- تعطي مركز كحلا وايتا واحدا ويصل القرية أحيانا بعد ثلاثة أشهر ولا يستطيع تغطية المنازل وتوفير الماء لها. كما طالب كل من عبيد مظواح آل مفتاح، ومحمد سلمان صالح، ومحمد علي فرع المياه بتكليف المتعهد بتوفير عشرات الوايتات للقرية سواء في قاعة والغايل، والمسنى، والبقعة، فيما يطالبون فرع المياه في ظهران الجنوب بتكليف المتعهد بتوصيل الماء لهم من التحلية لا من الآبار غير الصالحة للشرب، مؤكدين أنهم تقدموا بشكوى للمحافظ في هذا الخصوص. إلى ذلك، أوضح مدير فرع المياه بظهران الجنوب المهندس محمد صالح القحطاني أن قرى تهامة من ضمن القرى المستفيدة من عقد سقيا محافظة ظهران الجنوب والقرى التابعة لها ضمن مشروع المرحلة الثالثة، ومدته 36 شهرا حيث يتم من خلال هذا العقد صرف المخصصات الممنوحة للمستفيدين عن طريق الفرع وخدمتهم على الوجه المطلوب وفق الآلية الضابطة لذلك. وفيما يتعلق بتحديد المستفيد من السقيا، أكد أن المديرية عملت على إعداد جدولة لهذه القرى بشكل شهري لكي يكون لكل قرية أيام محددة خلال الشهر نظرا لتباعد هذه القرى ووعورة الطرق. وأشار إلى أن المديرية وصلتها حالات تذمر من قبل بعض المواطنين جراء التأخر في إيصال المخصص الشهري، لافتا إلى أنه تم التشدد على المقاول بمضاعفة الجهد وتوفير عدد أكبر من الناقلات لحل إشكالية التأخير الذي حدث، وحث المقاول على الالتزام بما هو موكل له من مهام في هذا العقد، مبينا أن المقاول يزود المديرية بتقارير دورية عن سير العمل تتضمن عدد المخدومين وعدد الناقلات بغية تحقيق الرضا للمستفيد ووصول المياه إليه رغم التضاريس الوعرة.