ألمح الرئيس السوداني عمر البشير إلى احتمال تكوين حكومة قومية، تضم كل ألوان الطيف السياسي في بلاده، واشترط لتحقيق تلك الغاية المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل المقبل. وقال البشير في لقاء مع طلاب الحزب الحاكم أمس "لا نمانع في تشكيل الحكومة القومية، لكننا لن نضم سوى الأحزاب المشاركة في الانتخابات، ومن يشارك، بغض النظر عن النتائج التي يحققها سيكون مؤهلا لتمثيله بصورة مناسبة في الحكومة المقبلة". وأكد البشير حرص حزبه المؤتمر الوطني على توسيع المشاركة بالبرلمان القادم "لأن من أهدافه الرئيسة وضع دستور دائم". وكشف البشير أن حزبه امتنع عن الترشيح في 30% من إجمالي عدد الدوائر الانتخابية لإتاحة الفرصة للقوى السياسية الأخرى للمشاركة في البرلمان. وتابع بالقول إن معظم الأحزاب التي ترفض المشاركة في الانتخابات شاركت في إعداد قانون الانتخابات، وتكوين المفوضية ووضع الدستور، مما يضعف حجتها في هذا الشأن، مشيرا إلى "مضي الوطني قدما في عملية الإصلاح بمحاوره كافة". من جهة أخرى، أعلنت القوة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور بغرب السودان، والمعروفة اختصارا باسم "يوناميد" أن وحدات تابعة لها تعرضت لهجومين في وقت متأخر مساء أول من أمس، مما أدى إلى وقوع قتيلين بين المهاجمين. ويأتي هذان الهجومان بالتزامن مع تدهور العلاقات بين هذه القوة والخرطوم، إثر ورود معلومات عن عمليات اغتصاب جماعية قام بها جنود من الجيش السوداني في أكتوبر من العام الماضي، وتقوم عناصر من هذه القوة المشتركة بالتحقيق في صحتها. وقال المتحدث باسم القوة المشتركة أشرف عيسى في بيان، إن دورية للقوة صدت هجوما شنه مسلحون مجهولون قرب قاعدة لقوة حفظ السلام في خور ابيشي في جنوب دارفور، موضحا أن اثنين من المهاجمين قتلا في المعارك، من دون أن يصاب أي عنصر من القوة. وتابع بالقول إن دورية أخرى للقوة تعرضت لكمين نصبه نحو 15 مسلحا مجهولين في منطقة حبيلة بغرب دارفور، موضحا أنه لم تسجل إصابات في صفوف القوة. في سياق منفصل، أعلن وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة، أن وزراء خارجية دول جوار ليبيا سيجتمعون قريبا في العاصمة التشادية انجمينا، لاستكمال تنفيذ مخرجات مؤتمرهم الأخير الذي عُقد في وقت سابق في العاصمة السودانية الخرطوم للمصالحة الليبية. وعاد إلى الخرطوم ليل الثلاثاء النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول بكري حسن صالح، بعد زيارة إلى انجمينا التقى خلالها الرئيس التشادي إدريس ديبي في لقاء بحث الأوضاع في دارفور وليبيا. وقال دوسة في تصريحات صحفية إن الزيارة هدفت إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات بالتركيز على سلام دارفور.