لم تتمالك والدة شهيد الواجب الجندي يحيى النجمي نفسها وأجهشت بالبكاء عندما التقتها "الوطن" أمس. وقالت: ابني لم يكتمل عرسه بالدنيا، استشهد مدافعا عن أرض وطنه، فلنا الفخر به وكلنا فداء لوطننا، مشيرة إلى أن الفقيد عقد قرانه قبل عشرة أيام وأن حفلة زفافه تم تحديدها خلال الإجازة الصيفية. وعن تلقيها خبر الوفاة، قالت: اتصلت على ابني الساعة السادسة صباحاً للاطمئنان عليه بعد شعوري بالخوف، وقال لي سيعاود الاتصال بي بعد رجوعه إلى البيت ولكن شاء الله أن يكرمه بالشهادة. وأعربت زوجة الشهيد عن حزنها برحيل زوجها، وقالت: "لم تكتمل فرحتنا باستكمال زواجنا الذي لم يمض عليه سوى عشرة أيام، كنا نجمع أحلامنا وأمنياتنا ونكتبها ولكن القدر أسرع". وأضافت: زوجي كان يوصيني دائما على نفسي وقبل استشهاده بساعات قليلة كررها ثلاثا عليّ فشعرت بانقباض قلبي وتمالكني الخوف والقلق. من جهته، قال شقيق زوجة الفقيد رمضان نجمي: كان يحيى مثلا يحتذى به بالأخلاق والأدب، وكان شخصا محبوبا من أقاربه وأصدقائه محافظا على الصلاة، ودائما يذكرنا بالصلاة إذا غفلنا عنها وكان بارا بوالدته، وقبل يومين من استشهاده دار بيننا حديث يطالبني فيه بصلة الرحم. وأضاف: وصلنا خبر استشهاده ظهر أول من أمس كالفاجعة ولكن لا نمتلك إلا قول "إنا لله وإنا إليه راجعون". إلى ذلك، قالت شقيقة "النجمي": الفقيد كان الأخ الأكبر بعد وفاة والدي منذ سنوات وأصبح كوالدنا، فحمل على عاتقه مسؤوليتنا فلم يبخل علينا بشيء، وكان يطمئن على أحوالنا بشكل متواصل رغم بعده عنا.