بينما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن عام 2015 سيكون عام الانتصار على تنظيم داعش "الإرهابي" وتطهير البلاد من عناصره، قامت طائرات القوة الجوية العراقية في ساعة مبكرة من صباح أمس بإلقاء منشورات على مناطق متفرقة تتضمن دعوة الأهالي إلى مساعدة الأجهزة الأمنية في تنفيذ عمليات عسكرية لتطهير مدنهم من سيطرة عناصر التنظيم المسلحة. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن "المنشورات ألقيت في مدن محافظة نينوى والأنبار وصلاح الدين، وهي تدعو مواطني المناطق إلى التهيؤ لعمليات تحرير مناطقهم من عصابات داعش". وكان رئيس الوزراء قد هنأ الشعب العراقي والعالم بحلول العام الميلادي الجديد 2015، مؤكدا عزم حكومته "على تطهير كامل الأراضي العراقية من التنظيمات الإرهابية وإعادة النازحين". وقال العبادي في بيان صدر أمس إنه "مر على العراقيين عام هو أصعب الأعوام وأقساها بفعل الهجمة الوحشية لعصابات داعش الإرهابية، وقد عقدنا العزم على أن يكون عام 2015 عام تطهير كامل الأراضي العراقية وإعادة النازحين إلى ديارهم وإنهاء معاناتهم والبدء بعملية بناء وإعمار المدن المحررة". وأضاف "عندما تسلمنا مسؤولية رئاسة الحكومة قبل أكثر من ثلاثة أشهر وضعنا نصب أعيننا أن نعمل لجميع العراقيين دون تمييز وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية"، في إشارة إلى حرصه على تنفيذ ما ورد في وثيقة الإصلاح السياسي. يذكر أن العبادي زار أول من أمس مدينة الضلوعية والتقى القادة العسكريين وشيوخ العشائر، وبارك لهم تحرير مدينتهم من سيطرة داعش. من ناحية ثانية قالت تقارير حكومية أمس إن أعمال العنف في العراق خلال عام 2014 أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، مشيرة إلى أن أعمال العنف تسببت أيضا في جرح أكثر من 22 ألف شخص في حصيلة أعلى من تلك المسجلة عام 2007، في خضم الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد. وكانت العاصمة بغداد قد شهدت أمس سلسلة من حوادث العنف المتفرقة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح 31 آخرين. ومن جانبه طالب رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت المواطنين الذين لديهم وثائق عن جرائم داعش بحق المدنيين وأبناء العشائر بإرسالها إليه، وذلك لعرضها أمام المجتمع الدولي عند ذهاب وفد من المحافظة إلى واشنطن". وسبق لكرحوت أن أعلن عن "حصول حكومة الأنبار المحلية على موافقة من الحكومة المركزية على ذهاب وفد يمثل المحافظة إلى واشنطن لبحث دعم الحكومة الأميركية لعشائر الأنبار بالسلاح والعتاد والتدريب لتحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي". إلى ذلك استبعدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عودة سريعة للنازحين إلى المناطق المحررة، وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي ل"الوطن": إن المفوضية طالبت الأجهزة الأمنية والمسؤولين المحليين باستكمال إجراءاتها في تلك المناطق، وتوفير الخدمات لضمان عودة النازحين إلى مساكنهم". فيما أشار الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هاشم الهاشمي إلى أهمية عودة النازحين إلى مساكنهم، وقال ل"الوطن": إن "عودة النازحين إلى مساكنهم بالمناطق المحررة ستسهم في الإمساك بالأرض وتوفير معلومات للأجهزة الأمنية تساعدها في تنفيذ واجباتها". وكانت تقارير دولية قد ذكرت أن عدد النازحين في العراق بلغ أكثر من مليوني شخص في العام الماضي، معظمهم شردوا من مساكنهم بعد سيطرة الجماعات المسلحة على محافظة نينوى.