اتهم عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث بعض العلماء بأنه يريد أن يتخرج على يديه مقلدون وليس مجتهدين، ذاكرا أن التعليم بالتلقين أفضى إلى أن يكون بعض الطلبة أداة مطيعة بيد المحرضين". وقال الغيث خلال محاضرته بمقهى الشباب الثقافي في نادي الحدود الشمالية الأدبي "عن آثار الانقسامات الفكرية على الوطن وشبابه" مساء أول من أمس: من الخطأ أن تحرص على يكون ابنك مقلدا لك ونسخة منك لأن عصرك غير عصره، بعض العلماء يريد أن يخرّج مقلدين وليس مجتهدين، وأن التعليم بالتلقين جعل أبناءنا الطلبة أداة مطيعة بيد المحرضين". واتهم الغيث أصحاب الصوت العالي "وهم أقلية حسب قوله"، بأنهم يقفون أمام التطوير والتقدم سواء في شأن الدين كتوسعة المسعى أو بشأن الدنيا مثل الابتعاث وغيره مما يعود على المسلمين بالفائدة، والدولة السعودية هي أكثر تقدمية ورغبة في التطوير من المجتمع السعودي نفسه. وأردف الغيث قائلاً: إنه لو كان هناك أحد يستحق أن يكون خليفة للمسلمين لكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هو خليفة المسلمين، وذلك لمحافظة المملكة على تطبيق الشريعة السمحة، واتخاذها منهج الوسطية والتسامح وحرص الملك عبدالله على الإسلام والمسلمين، ومواكبة التطوير والتقدم الذي يتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي، ويحافظ على أمن بلادنا. محملا العلماء والمشائخ مسؤولية الرد على الانقسامات الفكرية السلبية عليها، كما حمل القضاء مسؤولية الرد على فاعل تلك الانقسامات، حيث قال "إن تكفير الفعل مسؤولية العلماء أما تكفير الفاعل مسؤولية القضاء". وأكد الغيث أن الخِطاب الفكري السائد خطابٌ منفر ومحتكر ومتحكم ومصادر للرأي، قائلاً "إن الخطاب مختطف من قِبل فكر، وهذا الفكر متوارث عندنا بالمجتمع وهو خطاب الرأي الواحد فقط". وذهب الغيث إلى أن مسألة القبلية ليست لدينا مشكلة فيها، وعدها أمرا طبيعيا بوجود أكثر من 150 قبيلة بالسعودية، موضحاً أن القبيلة من مكونات القوة، وهي تجتمع على قلبٍ واحد في بلادنا منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، وأنها مصدر قوة وأمن سياسي. لافتا إلى أن المشكلة التي تحتاج إلى معالجة هي العنصرية الفكرية وأسوأ منها ما أفرز التنظيمات والجماعات المتطرفة وعلى هذا النحو، وأكد على أن ندرّس فقه الائتلاف قبل فقه الاختلاف وفقه الاختلاف قبل فقه المسائل، وهناك فرق بين تغير الحكم الشرعي بتغيّر العقول وتغيّر الحكم الشرعي بتغيّر الظروف، وعد التنوعات الفكرية سنة كونية، ولكن الانقسام بسببها يخالف السنة الشرعية، لاسيما في المسائل الاجتهادية التي يسع فيها الخلاف لمصلحة الوطن وشبابه. وأضاف: نحن مع التنوّع الإيجابي، وليس كل تنوع انقساما، وظهرت الانقسامات عندما حولنا التنوعات إلى انقسامات، ومنهجنا الوسطية وطرح أمورنا بكل شفافية وقبول الآخر. وعن سبب الانقسام الفكري الذي نراه، أرجع الغيث ذلك إلى الثالوث الذي سبب ذلك الانقسام وهو"التحزب، والتشدد والتطرف بنوعيه، والتقليد السلبي"، ووصف الغيث الإعلام الجديد ودوره في الانقسامات أنه لم يأتِ بجديد بل كشف عن الواقع كما هو. وتأسف الغيث لمحاولة بعض الجامعات وأعضاء هيئة التدريس فرض رأي معين، مؤكدا أن بعض النخبة أصبحت تنساق وراء الرأي العام، كما أبدى تفاؤله بطلاب الجامعات الجديدة وعودة المبتعثين الذين يقبلون الرأي الآخر.