استبق المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري الاستشارات النيابية التي انطلقت أمس، في القصر الجمهوري لتسمية رئيس للحكومة العتيدة، بجملة مواقف أبرزها اعتباره أن الكلام عن «وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون»، وأن «تيار المستقبل يرفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار». وأعلن المكتب الإعلامي في بيانه قبل بدء «الخطوة الدستورية - الديموقراطية التي تتمثل بالاستشارات النيابية الملزمة التي سيبدأها الرئيس ميشال سليمان الآتي: - «يؤكد الرئيس سعد الحريري حق كل شخص في ترشيح نفسه لموقع رئاسة الحكومة، وفقاً للدستور وموجبات اللعبة الديموقراطية، ويؤكد مواصلة ترشيحه لهذا الموقع، عملاً بقرار كتلة نواب «المستقبل» والكتل والشخصيات الحليفة في المجلس النيابي». - إن أي كلام عن وجود مرشح توافقي محاولة لذر الرماد في العيون، فليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الاستشارات النيابية اليوم، إنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار، والخيار واضح لا لبس فيه. - إن تيار «المستقبل» يعلن من الآن، رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار. - يؤكد المكتب أنه إذا كان ما قبل القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري شيء وما بعد صدور القرار شيء آخر، فإن المعادلة تنطبق بدورها على الحالة المستجدة، فما قبل إجراء الاستشارات النيابية شيء، وما بعد الاستشارات شيء آخر». ردود على ترشح ميقاتي وتوالت أمس، مواقف من نواب وسياسيين مناصرين ل «المستقبل»، من ترشح ميقاتي لرئاسة الحكومة، فاعتبر عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي أحمد فتفت «أن ترشح الرئيس ميقاتي مفاجئ، ولكنه ترشح بناء لطلب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله وقوى المعارضة»، ولفت الى أن هذا الترشح «نوع من اختراق نجح السيد حسن نصرالله بإحقاقه في صفوف طرابلس والصفوف المؤيدة للرئيس سعد الحريري». ووصف فتفت في تصريح الى موقع «14 آذار «الإلكتروني ترشح ميقاتي ب «التعاطي المستغرب لأن الرئيس ميقاتي لطالما وصف نفسه بالحالة الوسطية، لنجده اليوم متخذاً لموقف يتضح من خلاله أنه مرشح حزب الله والأطراف الآخرين، وعلى رغم أن ذلك حقه من الناحية الشخصية إلا أن ذلك يطرح تساؤلات كبيرة تتمثل في ما إذا كان الرئيس ميقاتي يدرك أنه بهذه الطريقة وهذا الترشح قد سلم «رقبته» بالكامل لحزب الله وحلفائه؟». وعن تسمية ميقاتي لنفسه بالمرشح التوافقي، قال فتفت: «هو مرشح حزب الله السياسي على اعتبار أن من يطلق عليه لقب المرشح التوافقي، عليه الالتزام بشيئين أولهما التواصل مع كل الأفرقاء وثانيهما ألا يقبل بالترشح إلا عندما يستحصل على توافق وتأييد جميع الأطراف في البلد، وهذا لم يحصل وتالياً هو ليس مرشحاً توافقياً إنما مرشح فريق سياسي معين». ملف المحكمة وعن تعاطي ميقاتي مع الملفات السياسية التي اعتبرها الأمين العام ل «حزب الله» أساسية وتتمثل بإلغاء البروتوكول المعقود بين المحكمة الدولية والحكومة ووقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبانيين منها، أوضح فتفت أن «السيد حسن نصرالله لم يبادر الى ترشيح الرئيس ميقاتي إلا بعد التزام هذا الأخير سياسياً بملفات أقلها تلك الملفات المذكورة وقد يكون هناك ملفات أخرى التزم بها الرئيس ميقاتي أيضاً وغير معلومة بعد»، معتبراً أن «على الجميع الانتظار لحين صدور البيان الوزاري أو لحين تشكيل الحكومة الذي أتوقع ألا يكون سهلاً بالقدر المنتظر». وقال: «سواء التزم الرئيس ميقاتي بتلك الملفات أم لم يلتزم فهو في حال فوزه في التكليف، سنكون في موقع المعارضة وسنمارس دور المعارضة الديموقراطية»، معتبراً أن «هذا هو التصرف الطبيعي، وأننا كتيار مستقبل خضنا تجارب عدة كمعارضين في عامي 1999 و2000، ونحن متمرسون في هذا الأمر ومؤمنون بالعمل الديموقراطي لأنه في النهاية الشعب اللبناني هو من سيقرر». وعما إذا كانت سورية أحرقت اسم الرئيس عمر كرامي، قال فتفت: «قد تكون سورية هي من أحرقت اسم الرئيس عمر كرامي في شكل غير مباشر إلا أن السيد حسن نصرالله هو من في الواجهة وهو من أحرق مجدداً اسم الرئيس عمر كرامي، على اعتبار أنه استغله في مرات كثيرة سواء في عام 2004 أو 2005 عندما كلف هذا الأخير لمدة شهر ونصف الشهر من دون أن يسهلوا أمامه تأليف الحكومة وفي هذه الفترة فقد أعيد استغلاله». ورأى عضو كتلة «المستقبل» عقاب صقر ان «ترشيح ميقاتي لرئاسة الحكومة ترشيح غادر، لا يليق به مع احترامنا له، ويشكل صفعة للعيش المشترك ويدخل البلاد في حال غير ميثاقية ويجعلنا أمام شقاق في حال جرى ترشيح أي شخص من دون أي تنسيق وضد إرادة الرئيس سعد الحريري والأكثرية النيابية». وأكد في حديث إذاعي ان «الاستشارات تتم تحت ضغط الشارع وبالإكراه، لأن هذا الترشيح لا يؤسس للبنان الدولة ولسياسة اليد الممدودة بل اليد الممتدة على الدستور وحقوق الناس وإرادتهم». مذكراً «بأن الرئيس ميقاتي خاض الانتخابات النيابية على لائحة الرئيس الحريري ولذلك لا يجوز أن يأتي ترشيحه بهذه الطريقة الغادرة ومن خلف ظهر الرئيس الحريري ولا تتناسب مع حجم وموقع الرئيس ميقاتي الذي يدرك جيداً ان للحريري الحق الحصري بأن يكون رئيس حكومة لبنان أو ان يتم التفاوض والاتفاق معه على تعيين رئيس الحكومة». وأشار الى «ان الرئيس الحريري أبلغ الرئيس ميقاتي ليلاً أنه ما زال مرشحاً ولن يتخلى عن ترشيحه»، معتبراً «ان الوسطية لا تكون في التطرف والانحياز لفريق واحد ولا تكون على خلفية نزول فريق على الأرض والضغط على اللبنانيين». ورد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش على التصريح الذي أدلى به الرئيس ميقاتي من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان واعتبر نفسه مرشّحاً توافقياً. وقال: «إن من أوصله الى سدة البرلمان عام 2009 كان تحالفاً عريضاً بشعارات واضحة عناوينها الأساسية تتمثّل بالعودة الى الدولة، وها هو يقبل بأن يكون مرشح «حزب الله» الذي يُعتبر العدو الأساسي للعودة الى الدولة ويصطف ضد الجمهور الواسع الذي انتخبه وضد المجموعة التي ينتمي إليها؟». وقال للموقع المذكور: «التوافق يحتاج الى طرفين، فالطرف الذي طلبه واستدعاه لرئاسة الحكومة هو «حزب الله»، أما الطرف الآخر فيرشح سعد الحريري، ولنر كيف يمكن أن يوفّق الرئيس ميقاتي بينهما». وكشف علوش عن اتصال أجراه ميقاتي بالحريري، «حيث كان الموقف واضحاً بعد تأكيد أن مرشّح 14 آذار الوحيد في هذه المرحلة هو سعد الحريري، إلا أنه فضّل المضي بتسويق نفسه كمرشح توافقي». ورأى أن «أي شخصية تريد العودة بنا الى الوراء ستُواجه كما واجه جمهور 14 آذار كل المشاريع التدميرية منذ عام 2005 حتى هذه اللحظة».