بعد خمسة أيام من الاعتراف الرسمي لإيران بضلوعها في الحروب الدائرة بالمنطقة العربية، ونشرها أسماء 59 ضابطا يقاتلون إلى جانب نظام الأسد ولقوا حتفهم، أقرت أمس بمصرع جنرال إيراني يتبع الحرس الثوري في العراق. وفيما قتل الجنرال حميد تقوي على يد قناص نقشبندي شمال بغداد إلا أن طهران رمت بأصابع الاتهام إلى تنظيم داعش، الأمر الذي نفاه المدير التنفيذي لمنظمة الأحواز للدفاع عن حقوق الإنسان سعيد حميدان، مؤكدا ل"الوطن" أن الجنرال الإيراني قتل على يد قناص ينتمي للجيش العراقي السابق. ولم يفت على حميدان التنبيه على زيف الرواية الإيرانية، التي أشارت إلى أن جذور الجنرال "أحوازية عربية"، عادا ذلك من باب ذر الرماد في العيون.
في الوقت الذي قتل فيه أحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني اللواء حميد تقوي خلال عمليات وصفتها مصادر ل"الوطن"، ب"الإرهابية" تعمد ميليشيات النظام الإيراني عبرها إلى سلب حريات العراقيين على أساس مذهبي، مما يؤكد توغل أصابع إيران في العراق، وتأصيل إرهابها على أساس مذهبي. وفندت مصادر "الوطن" مزاعم إيرانية قالت إن الجنرال القتيل ينتمي إلى منطقة الأحواز المحتلة، وعدّت إشارات طهران إلى أن الجنرال أحوازي نوعا من ذر الرماد في العيون، الهدف منه تشويه صورة عرب الأحواز بأي شكل كان. ويؤكد هذه الرواية المدير التنفيذي لمنظمة الأحواز للدفاع عن حقوق الإنسان العضو القيادي في حركة النضال العربية سعيد حميدان الذي أكد ل"الوطن" أن المقتول مستوطن فارسي وليس عربيا، من مواليد 1955 ميلادية، وقد شارك في الحرب "الإيرانية – العراقية". وأشار حميدان إلى أن عملية قتل الجنرال حميد تمت على يد أحد قادة الجيش العراقي السابق، وهو قناص متدرب يستهدف الفرس الذين ينتشرون في العراق، مؤكداً أنه لا علاقة ل"داعش" بهذه العملية، مستدركاً بالقول: "داعش لها مناطق في شمال العراق، بينما المنطقة التي قتل فيها الفارسي بعيدة عن سيطرة تنظيم داعش". وطبقاً لمعلومات حميدان التي سردها ل"الوطن" فإن الجنرال سبق له أن شارك مع قائد الحرس الثوري قاسم سليماني في مجازر ضد أبناء السنة في منطقة ديالى، إذ تم على يديهما تهجير المئات من عائلات المذهب السني في العراق إلى خارج وطنهم. وفي موضوع ذي صلة شن المتحدث الرسمي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز يعقوب حر هجوماً لاذعاً على من سماهم "الفرس" ومن يؤيدهم، في إشارة إلى إيران، التي أوغلت في تدخلها السافر في العراق وسورية وغيرهما من المناطق العربية. وأكد حر في حديث إلى "الوطن" أن عروبة الأحوازيين براء من الجنرال الذي وصفه ب"الخائن"، وعدّ كل من تخلى عن عروبته وأثبت ولاءه لنظام الملالي من خلال قتل أبناء شعبهم الأحوازي أو العرب بشكل عام لا يمثل الشعب الأحوازي إطلاقا، بل هو فارسي لا يمت إلى العروبة بصلة. وكشف عن وجود آلاف العملاء للنظام الإيراني في إقليم الأحواز المحتل كالأدميرال علي شمخاني، واضعاً في ذات الوقت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وعبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله في اليمن في خانة عملاء إيران الذين تعتمد عليهم في تنفيذ استراتيجية التوسع المعتمدة من قبل نظام الملالي. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أقر أمس بمقتل ضابط عسكري إيراني كبير في العراق قالت إنه يشارك في مهمة استشارية لدى الجيش العراقي الذي يقاتل تنظيم داعش. وأوضح البيان أنه سيتم تشييع جثمان تقوي اليوم في طهران في مسجد يقع داخل مقر القيادة العامة للحرس الثوري الإيراني. وتؤكد إيران أن التصدي لهذا التنظيم هي مهمة العراقيين، ونفت باستمرار أن تكون قد أرسلت قوات برية إلى العراق كما رفضت المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وأقرت طهران بإرسال أسلحة ومستشارين عسكريين إلى العراق لمساعدة القوات الحكومية. وبحسب الصحافة الإيرانية فقد قتل كثير من الجنود الإيرانيين في العراق وسورية، حيث شاركوا في تقديم المشورة لجيشي البلدين. ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورا تظهر قائد فيلق القدس وهي وحدة النخبة في النظام الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب مقاتلين أكراد عراقيين يقاتلون التنظيم، من دون توضيح متى وأين التقطت الصور.