مرة أخرى يعود الأسد لدغدغة مشاعر مواطنيه، واللعب على وتر وطنيتهم، عبر اختلاق الأكاذيب، وادعاء بطولات وهمية من وحي خياله، حيث نفت إسرائيل ما أعلنته سورية عن إسقاط طائرة عبرية بدون طيار، وقال المتحدث باسم الجيش "لا علم للجيش بإسقاط آلية جوية في سورية". وسخر المتحدث باسم الجيش العبري من ادعاءات النظام السوري، وقال "ربما كان الأسد يريد اختلاق بطولة أمام مواطنيه، وهذا لا شأن لنا به". وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد أعلنت نقلاً عن مصدر عسكري سوري "إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية فوق محافظة القنيطرة، بعد أسبوعين على اتهام دمشق لإسرائيل بشن غارتين على مواقع قرب دمشق. وأضافت أن "الطائرة من نوع (سكاي لارك 1) أسقطت قرب قرية حضر في شمال المحافظة". وتأتي ادعاءات النظام السوري لإيهام الرأي العام بأن دمشق ثأرت على الغارات العديدة التي نفذها طيران جيش العدو الإسرائيلي، واستهدفت أماكن حيوية في داخل سورية، حيث اكتفى النظام عقب عشر غارات بترديد جملة "نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين". من جهة أخرى، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصرع عشرات العناصر الإيرانية والأفغانية والباكستانية، مشيراً إلى أنهم لقوا حتفهم خلال مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد خلال المعارك التي دارت مع الفصائل الثورية للسيطرة على معسكر حندرات شمال شرق مدينة حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه تم توثيق مقتل هذه العناصر المرتزقة، التي لقيت حتفها إلى جانب أعداد ضخمة من مقاتلي النظام، مشيراً إلى أن النظام يستقدم عناصر شيعية من أفغانستان وإيران وباكستان لتعويض النقص الحاد في جنوده الذين يتساقطون خلال الحرب مع المعارضة المسلحة، وعدم قدرته على تعويض تلك الخسائر البشرية الفادحة في صفوفه. وكانت القوات السورية قد سرعت من وتيرة عملياتها الرامية لاستعادة مخيم حندرات الذي كانت قد سيطرت عليه قوات المعارضة، وذلك عقب إعلان تركيا قرب موعد البدء بتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة، مما دفع نظام الأسد لمحاولة السيطرة على المخيم وإعادة نشر قواته في محافظة حلب، وتمركز آلياته في مربعات جديدة، تشكل محاور مهمة في خريطة القتال ضمن الخط الفاصل بين الحدود مع تركيا. بما يضمن له فعلياً قطع طريق الإمداد والتموين من الأراضي التركية باتجاه مدينة حلب. في سياق ميداني، قتل 20 عنصراً على الأقل من تنظيم الدولة "داعش" في هجوم جديد شنه مقاتلو التنظيم على مطار دير الزور العسكري شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح عبد الرحمن أن عناصر الدولة الإسلامية "تمكنوا من الاستيلاء على كمية من الصواريخ المضادة للدروع". ويعتبر مطار دير الزور العسكري بمثابة الشريان الغذائي الوحيد المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع المعارضة.