أبدى وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إشارات إيجابية، أمس، حول إمكانية التوصل إلى تفاهم حول مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن. ويهدف المشروع الذي من المقرر أن يصوت عليه أعضاء المجلس اليوم، وقد يتم التأجيل في حال استمرت المشاورات، إلى تحديد موعد زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. التغيير في الموقف الأميركي رافقه حديث لافت لوزير خارجيتها جون كيري نقله عنه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ويفيد بأن "استخدام الفيتو يعود بأثر سلبي على المشروع وعلى واشنطن"، وهو ما يمكن تفسيره على أنه تغير نسبي في مواقف أميركا. يأتي ذلك فيما بدأت السلطة حملة دبلوماسية لحشد التأييد العالمي لمشروع القرار، إذ يتوجه صائب عريقات اليوم إلى القاهرة، للقاء نظيره المصري سامح شكري، قبل أن يطير إلى موسكو لعقد جلسة محادثات مع وزير خارجيتها سيرجي لافروف. ميدانيا، تفجرت أمس الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية عقب إقدام جنود الاحتلال على قمع تظاهرة فلسطينية رافقت إقامة نصب تذكاري للوزير زياد أبوعين الذي قتل الأسبوع الماضي. يبدأ كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، اليوم، حراكا باتجاه مصر وروسيا، في إطار السعي الفلسطيني لحشد التأييد لمشروع القرار الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية في حدود 1967 في موعد أقصاه نهاية العام 2017. وبعد أن التقى الرئيس محمود عباس، أمس، وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في العاصمة الأردنية عمان، فإن عريقات يتوجه اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي أعلنت بلاده دعمها لمشروع القرار الفلسطيني- العربي، في حين تنشط مصر في محاولة إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتصويت لصالح مشروع القرار. وقد تم تقديم مشروع القرار باللون الأزرق إلى المجلس الأربعاء الماضي، إلا أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي توقع إجراء المزيد من التشاور حول صيغة المشروع، قبل عرضها للتصويت بشكل رسمي. ولفت في هذا الصدد إلى رغبة فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، وجميعها دول دائمة العضوية، لإجراء المزيد من المشاورات حول مشروع القرار. وقال المالكي "كنا في اتصال مباشر ومكثف مع الفرنسيين خلال الأسابيع الأخيرة، وهناك بعض اللمسات لباريس في مشروع القرار، مما قد يمنعها من التصويت ضده، وأبلغتنا فرنسا خلال لقاء وزير خارجيتها لوران فابيوس مع الوفد العربي أنها تريد أن تستكمل هذه المشاورات في مجلس الأمن، ونحن أبدينا كل استعداد لذلك". ومضى المالكي بالقول "كذلك فإن وزير الخارجية البريطاني أبلغنا أن بلاده تريد استكمال هذه المشاورات ضمن إطار مجلس الأمن، ووافقنا على ذلك أيضا، بل إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقائنا معه قال إن واشنطن تريد تجنب استخدام حق النقض الفيتو، لأنه سيعود بشكل سلبي على القرار وعلى أميركا نفسها، لذلك دعا إلى مراجعة صياغة مشروع القرار، حتى يكون التصويت عليه محل إجماع كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن".وتابع "ضمن هذه الإشارات الإيجابية التي استمعنا إليها من وزراء الخارجية الثلاثة، فنحن نتوقع أنه بعد أن خرجت سيطرة الإجراءات التنفيذية للمشروع من أيدينا وأصبحت الآن في أيدي المجلس، أن تسير الأمور نحو إجراء مزيد من المشاورات والتشاور ما بين الدول الأعضاء، التي أظهرت الرغبة في استكمال التشاور من أجل التوصل إلى صيغة تسمح لهذه الدول وبقية الدول في مجلس الأمن بالتصويت الإيجابي لصالح مشروع القرار". من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن صافرات الإنذار أطلقت في جنوب إسرائيل، بعد تقارير عن سقوط صاروخ على منطقة مفتوحة في إحدى التجمعات السكانية، وأضاف بيتر ليرنر في بيان "التحقيق جار في الحادث". ميدانيا، اندلعت أمس مواجهات في بلدة ترمسعيا شمالي مدينة رام الله في الضفة الغربية بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وذلك خلال افتتاح نصب تذكاري للوزير زياد أبو عين، الذي قتل خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ نحو عشرة أيام. وافتتح النصب في المكان الذي قتل فيه أبو عين، في أرض قرية ترمسعيا المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان الإسرائيلي. كما نظم فلسطينيون مسيرة مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، وعمد الجيش الإسرائيلي إلى قمعها، مستخدما الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة سبعة فلسطينيين، نقلوا إلى مستشفى رام الله الحكومي لتلقي العلاج. وأصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز، وتمت معالجتهم ميدانيا، كما اعتقل جيش الاحتلال أربعة متظاهرين، بينهم ثلاثة فلسطينيين ومتضامنة أميركية.