طالبت عشيرة البو محل غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، بفتح تحقيق في شأن اختفاء مبالغ مالية خصصت من الحكومة الاتحادية لتقديم الدعم والإسناد للعشائر التي تتولى قتال تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال أحد شيوخ العشيرة، عاشور الحمادي، في تصريح له أمس "استغربنا من تصريحات رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، الذي قال إنه سلم العشائر المبالغ التي خصصتها الحكومة الاتحادية لدعمهم في مواصلة قتال عناصر تنظيم داعش". مضيفا أن عشيرته تقاتل منذ أشهر عدة وإنه مسؤول صحوة ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار: "نقاتل داعش بإمكاناتنا الشخصية، لم نتسلم دينارا واحدا من الكرحوت، لا عشيرتي ولا بقية العشائر، فنحن نعاني نقصا حادا في كل شيء ورغم ذلك نقاتل فهذه مناطقنا والعراق بلدنا لن نسلمه إلى داعش". مطالبا العبادي بفتح تحقيق في شأن المبالغ المخصصة لدعم العشائر "لمعرفة أين صرفت وأي عشيرة تسلمت تلك المبالغ". وكانت الحكومة الاتحادية خصصت أخيرا مبلغ عشرة مليارات دينار لدعم مقاتلي العشائر في محافظة الأنبار وتولى مجلس المحافظة عملية توزيعها. إلى ذلك، وصل رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى دولة الامارات أمس في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا. وطبقا لمصادر رسمية فإن العبادي سيبحث مع المسؤولين الإماراتيين مواضيع تتعلق بمكافحة الإرهاب، وعمليات البناء والاستثمار ودعم مشاريع إعادة إعمار المدن المحررة من عصابات "داعش"، فضلا عن توثيق أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين. وفي إطار التحرك العراقي في دول الجوار لتفعيل الحشد الدولي لمساعدته في حربه ضد الإرهاب، قال مقرر مجلس النواب العراقي نيازي معمار أوغلو ل"الوطن": إن زيارات المسؤولين العراقيين إلى دول الجوار: "تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقات الثنائية، ومناقشة كثير من القضايا وخصوصا ما يتعلق بالملف الأمني". وأبدى العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة العبادي استعداده لتطوير علاقاته مع الدول العربية لا سيما مع المملكة العربية السعودية، لإزالة التوتر الذي رافق العلاقة بين بغداد والرياض نتيجة سياسات رئيس الحكومة السابق نوري المالكي. في هذا السياق، قال المحلل السياسي كاظم غيلان ل"الوطن" إن "البرنامج السياسي لحكومة العبادي تضمن الانفتاح على دول الجوار كافة ومن مصلحة العراق تطوير علاقاته مع السعودية بوصفها مشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش"، مشيرا إلى أهمية تكرار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في دول المنطقة، وأضاف "سيكون لها بعد إيجابي كبير على الصعيدين الأمني والاقتصادي يخدم المصالح الوطنية العراقية".