أثارت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، التي حلت ضيفة على معرض الكويت للكتاب، الذي اختتم أول من أمس، ووقعت على رواياتها وأشعارها، وسط طوفان من المعجبات والمعجبين، في ظاهرة لم تحدث من قبل في المعرض، حفيظة عدد من الكتاب والمثقفين الكويتيين، الذين عبروا عن امتعاضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما سموه تجاهلا لمبدعين كويتيين، يأتي في مقدمهم الروائي المخضرم إسماعيل فهد إسماعيل. وقالت مستغانمي ل"رويترز"، قبل مغادرتها الكويت أمس: "أحمل أجمل ذكرى للكويت العربية الحبيبة على حفاوة الاستقبال من القراء وكميات الورود والهدايا التي وصلتني حتى دون أسماء". وبسبب تغريدة لها على "تويتر"، قالت فيها: "أسافر للكويت وأضع في الحقيبة عباءات"، انهالت ردود الفعل الغاضبة على صاحبة روايتي "الأسود يليق بك"، و"ذاكرة الجسد"، من النساء قبل الرجال، ومن المثقفين قبل غيرهم، واتهامات عن نظرة دونية إلى الخليج، وهو ما نفته مستغانمي تماما، وقالت إنها ترتدي زي البلد الذي تصل إليه، وحضرت ترتدي عباءة منقوش عليها "عليك اللهفة" وهو عنوان أحدث أعمالها، الذي وقعته في معرض الكويت للكتاب. وكان الهجوم على مستغانمي وصل إلى درجة أن هدد نائب في مجلس الأمة الكويتي باستجواب وزير الإعلام إذا لم تغادر مستغانمي الكويت خلال 24 ساعة وهو موعد المغادرة الطبيعية لها، والتقط بعض السياسيين تغريدة قديمة لمستغانمي عن رثائها لصدام حسين وهو ما يعد في الكويت خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه، بسبب الفظائع التي ارتكبها الغزو العراقي في الكويت عام 1990. وقالت مستغانمي: "لحظة إعدام صدام كان لي ردة فعل لعربية ومسلمة وضد الديكتاتورية والاستبداد بشكل عام". والتهبت الأجواء السياسية والثقافية في الكويت وسط اتهامات متبادلة وألغيت ندوة كانت مقررة لها الجمعة الماضية. وقالت مستغانمي إن الإلغاء بسبب ضيق القاعة، في حين قال آخرون إن الإلغاء جاء بهدف تجنب إثارة مشكلات. فيما قلل مثقفون من قيمة مستغانمي الأدبية، واصفين أعمالها بالثرثرات اللغوية التي تستهوي القراء المراهقين وسطحيي المعرفة والثقافة، وأنها لا تعبر عن العمق الإبداعي للرواية في الجزائر.