فيما احتضنت قطر أمس اجتماعا بين أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لترسيخ المصالحة بين الدول الخليجية قبل "قمة الدوحة"، علمت "الوطن" أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، شرع في جولة خليجية في إطار تثبيت ملفات القمة المحددة بيومي التاسع والعاشر من ديسمبر المقبل. وأوضحت مصادر مطلعة، بأن الجولة تعد "تقليدا سنويا"، وتأتي بهدف إطلاع قادة دول مجلس التعاون الخليجي على البنود والملفات والمواضيع المعروضة على قمتهم المقبلة، لافتة إلى أن جولة الزياني التي بدأها أول من أمس من البحرين، سيستكملها في الدوحة غدا، وتمتد إلى كل من مسقطوأبوظبي، وبقية العواصم الخليجية. وتسيطر ملفات الأمن والدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب، على بنود القمة الخليجية المرتقبة، طبقا للمصادر، فيما بينت أن القمة لن تتجاهل كذلك الموضوع الاقتصادي، وتحديدا ما يتصل بملف "الاتحاد الجمركي". وكان أمين مجلس التعاون قد نبه خلال مشاركته في اجتماع وزراء الداخلية الخليجيين الذي عقد بالكويت، إلى تنامي الحركات الإرهابية المتطرفة، وانتشار الفكر الطائفي البغيض، واستغلال بعض الحركات السياسية وسائل الإعلام الحديث لتجنيد الشباب وبث الإشاعات المغرضة وزرع بذور الفتن للنيل من الوحدة الوطنية لدول الخليج. في تفعيل للاتفاق الذي تم توقيعه بالرياض أخيراً، قام ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة لدولة قطر، حيث بحث مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني علاقات البلدين وسبل دعمها وآفاق تعزيزها في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" إنه "جرى خلال اللقاء استعراض مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرص البلدين على دعم العمل الخليجي المشترك، في كل ما من شأنه أن يعزز وحدته، ويخدم مسيرته، ويعمق روابط التعاون الأخوي ويحقق للجميع الخير والتقدم والازدهار". مشيرة إلى أنه جرى خلال اللقاء التشاور وتبادل الرأي حول أبرز القضايا وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وعبر ولي عهد أبو ظبي عن قناعة بلاده التامة بوحدة المصير الذي يجمع دول مجلس التعاون الخليجي. وأن التكاتف والتعاضد ووحدة الكلمة تعزز من المسيرة الخليجية المشتركة أمنا واستقرارا وازدهارا. من جانبها، قالت وكالة الأنباء القطرية إن أمير البلاد والشيخ محمد بحثا خلال الاجتماع "العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وآفاق تعزيزها في كافة المجالات إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية". وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الزيارة تأتي بعد أقل من أسبوعين من اتفاق قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة تشاورية استثنائية بالعاصمة السعودية الرياض على عودة سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر. مشيرة إلى أنها تستبق قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستنعقد في الدوحة يوم التاسع من الشهر المقبل. وأن الطرفين ناقشا كيفية تنسيق المواقف المشتركة بينهما.وكان القادة الخليجيون المجتمعون في القمة التشاورية الأخيرة بالرياض قد قالوا في بيان مشترك إن الاتفاق يؤذن بفتح صفحة جديدة ويساهم في دفع العمل المشترك نحو كيان خليجي قوي ومتماسك.وبالإضافة إلى عودة سفراء الدول الثلاث إلى الدوحة، سمح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بتأكيد موعد القمة الخليجية القادمة التي ستعقد في العاصمة القطرية يومي التاسع والعاشر من ديسمبر المقبل.وكانت الرياض قد احتضنت في قمة استثنائية قادة الدول الخليجية الذين أكدوا حرصهم على استمرار مسيرة المجلس وضرورة تجاوز العقبات التي اعترضت طريقه، وتوافقوا على تجاوز كل أسباب الخلاف. وهي القمة التي أشادت بها دول المجلس كافة، حيث كانت سبباً مباشراً في رأب الصدع، قبل أن تعلن موعد انطلاق قمة دول المجلس في الدوحة يوم التاسع من الشهر المقبل.