انتقد وزير الحج وزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور بندر حجار، إساءة استخدام شبكة الإنترنت، وقال: إن العالم الافتراضي أفرز ظاهرة منتشرة في العالم الثالث تحتاج إلى الدراسة والبحث بسبب وجود الكثيرين ممن يسيئون استخدامه، وعوضا عن كون تطبيقاته المسماة التواصل الاجتماعي آلية للتنافر وإشاعة الكراهية سواء لأسباب شخصية أو مذهبية أو طائفية أو غير ذلك من الأسباب المرفوضة دينيا وإنسانيا. وأكد حجار خلال افتتاحه أمس فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2014م الذي تنظمه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات آسيا تحت شعار "الجيل القادم من البث والإعلام"، بفندق الهيلتون بمحافظة جدة، أن العمل الإعلامي هو صناعة بحد ذاته يحتاج لقوانين وتشريعات كما هو الحال مع باقي الصناعات، وأن أهم ما يتم تداوله عند الحديث عن العمل الإعلامي هو مدى الحرية التي يعمل بها وبأنها هي أساس للعمل الإعلامي الناجح، مع الوضع في الاعتبار أن للحرية آليات يجب الالتزام بها وأهم هذه الآليات أن تكون هذه الحرية مرتبطة بمسؤولية وعقد اجتماعي تجاه المجتمع الذي تعمل فيه الوسيلة الإعلامية مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل مجتمع ثوابته الدينية وعاداته وتقاليده. وأضاف: "إن الكلمة أمانة تحتاج لمن يكون ملتزما بها وينأى عما من شأنه الفرقة والتشرذم من أجل مكتسبات وحسابات شخصية لا تصب في المحصلة النهائية في مصلحة المجتمع. والدليل على أهمية تطبيق مبدأ الحرية المسؤولة أننا نرى خلافه ونقيضه واضحاً جلياً على العديد من القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تبث كل صنوف الفرقة والكراهية التي ترفضها النفوس السوية حتى أن البعض انطلاقا من سوء الاستخدام من قبل مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي أصبح يطلق عليها وسائل التنافر الاجتماعي ومع قول ذلك فلن نكون متشائمين حيالها. وأوضح حجار: أن المشكلة ليست في الوسيلة بل في طريقة الاستخدام، وهو الأمر الذي قاد العديد من دول العالم إلى حجبها، ولم يحدث في المملكة العربية السعودية ولقد أصدرت الكثير من دول العالم في الغرب والشرق تشريعات تقنن استخدامها بما يكفل حقوق الجميع وخصوصياتهم، مفيدا أن المؤتمرات والمنتديات الإعلامية كالمنتدى السعودي للإعلام فرصة سانحة لتبادل الرؤى والخبرات في كل ما يخص تطوير صناعة الإعلام سواء كان ذلك في النواحي المتعلقة بالتشريعات والأنظمة أو التطبيقات التكنولوجية ذات العلاقة بصناعة الإعلام. وتابع حجار: نحن في المملكة العربية السعودية نعتز ونفتخر بثوابتنا الدينية وتنوعنا الثقافي والحضاري ووحدتنا الوطنية، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على تطوير كل مناحي الحياة في المملكة من خلال وضع الخطط الخمسية الطموحة، وكان لقطاعي الإعلام والثقافة كما هو الحال مع مختلف وزارات وقطاعات الدولة نصيبها من الاهتمام في كل خطط التنمية"، لافتا إلى مواكبة مستجدات العصر من تطورات في آلية العمل الإعلامي بإنشاء ثلاث هيئات إعلامية في المملكة ذات شخصيات اعتبارية هي: هيئة الإذاعة والتلفزيون، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ، وهيئة وكالة الأنباء السعودية. وأضاف "سوف نمضي قدماً إن شاء الله نحو جعل هذه الهيئات تعمل بالصورة التي أنشئت من أجلها لتقديم خدمة إعلامية تواكب روح العصر بما لا يخل بالثوابت الدينية والوطنية، مؤكدا على أن العمل الإعلامي يحتاج إلى رؤية وأهداف ومتابعة دقيقة لتحقيق هذه الأهداف ومنظومة من القوانين والتشريعات تكون مساعدة لتحقيق هذه الرؤية وأهدافها، وفوق ذلك متابعة لا تتثاءب في عصر من خصائصه السرعة والمقدرة على اللحاق بكل المستجدات في صناعة من أهم خصائصها ومميزاتها التجدد المستمر كما هو الحال في صناعة الإعلام". وشدد حجار على المسؤولية العظيمة على المتخصصين في الشأن الإعلامي نحو تعزيز استخدام ما وفرته التقنية الحديثة للتقريب وليس للتفريق، وأن تقوم العائلة بدور رئيس نحو فرض رقابة ذاتية نحو ما يشاهده أطفالها من خلال وسائل الإعلام والهواتف الذكية. ويسعى المنتدى - طبقا لحجار - لتسليط الضوء على العديد من المحاور المهمة ذات العلاقة بصناعة الإعلام التي ما زالت في حاجة ماسة للكثير من الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تنظمها للوصول في المحصلة النهائية إلى رؤية واضحة. إلى ذلك عقدت أمس طاولة حوار رئيسة بعنوان "مناقشة خدمة البث العمومي بمنطقة الشرق الأوسط .. هل تمثل قيمة في عصر الإعلام الرقمي؟"، أدارها الأمين العام لاتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادئ الدكتور جواد متقي، بمشاركة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع ومدير المعهد الأكاديمي لوسائل الإعلام العامة "القناة التايلندية" انوتاي اودمسيلب، ونائب المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية إبراهيم ايرين، وركزت على الطفرة الإعلامية التي تعيشها وسائل الإعلام في المنطقة. وقدمت أكفا تكنولوجي عرضا عن الجديد في عصر تكنولوجيا وسائل الإعلام التي تشهدها المنطقة. وقدم المدير الأول لمشروع التكنولوجيا والابتكار في اتحاد الإذاعات الأوروبية الدكتور وليد سامي تحليلا للاستعدادات للنقلة الرقمية للاتحاد الدولي للاتصالات وفهم الآثار المرئية على عدم التقيد بالموعد النهائي في حزيران 2015م. فيما قدم الرئيس التنفيذي للمنصة الإعلامية السعودية مفلح عبيد الهفتا عرضا لآخر التطورات المستجدة في المنصة الإعلامية بالمملكة، ثم استعرض مدير مبيعات عربسات وائل البطي قوة المشغلين الإقليمية وسط مداخلات من الحضور من داخل المملكة وخارجها التي تركزت حول البث الرقمي وأبرز المستجدات في هذا القطاع الإعلامي.